س: ما هو معنى ما جاء في دعاء الافتتاح: ومن الحور العين برحمتك فزوجنا؟
ج: الظاهر أن موجب الاستفسار هو كيف تقرأ المرأة هذه العبارة، لأن المتصور أن كلمة الحور تشير إلى العنصر الأنثوي، ومن الطبيعي أنه لا يمكن أن تتزوج المرأة من المرأة.
وقد سئل الإمام الخوئي(ره) عن مثل هذا السؤال، وأشار إلى أن هناك فرقاً بين النشأتين، نشأة عالم الدنيا ونشأة عالم الآخرة، والأحكام الواردة مختصة بعالم الدنيا لأنها دار التكليف، ولا ربط لها بعالم الآخرة، لأنه كما نعلم لا توجد تكاليف في عالم الآخرة، بل كما قيل: إن الدنيا دار عمل ولا حساب، والآخرة دار حساب ولا عمل، والحاصل، ما ورد من الأحكام والتكاليف يختص بهذه الدار، ولا يجري في الدار الآخرة.
ولشيخنا الأستاذ التبريزي(قده) جواب آخر، فقد ذكر أنه من الممكن أن يكون القارئ يقصد بذلك الدعاء لبعض أرحامه وأقاربه، فالمرأة عندما تقرأ هذا الدعاء، فهي تقصد بذلك الدعاء لأرحامها وأقاربها.
ويمكن أن يذكر جواب ثالث، وذلك بملاحظة المقصود من كلمة الحور بحسب معناها اللغوي، فإننا لو تأملنا سوف نجد أن كلمة حور جمع تكسير، وهذا يعني أنه يمكن إطلاقها على جمع الذكور، كما يمكن إطلاقها على جمع الإناث، ووفقاً لهذا سوف يكون لها مفرد في كلا الموردين، فمفردها بناءً على جمع الذكور سوف يكون أحور، أما مفردها على جمع الإناث سوف يكون حوراء، وعلى هذا فلا يكون في المقام ضير بين أن تقرأها المرأة لأنها لو قرأتها فسوف يكون مقصودها قراءتها على أنها جمع الذكور، وبالتالي يكون مفردها أحور، والله العالم.