إدراك فضل الجماعة
لا ينحصر إدراك فضل صلاة الجماعة في خصوص الالتحاق بها منذ بداية الصلاة حتى نهايتها، ولا بإدراك ركعة من ركعات الصلاة، بل يمكن إدراك فضل صلاة الجماعة في غير هذين الموردين، نعم الأول، وهو الأفضل أن يحضر المصلي الجماعة من بدايتها.
وعلى أي حال، فإن هناك حالتين يمكن للمكلف فيهما إدراك فضل صلاة الجماعة، والحصول على ثوابها، مع أنه لم يدرك ركعة واحدة من صلاة الجماعة، والحالتان هما:
الحالة الأولى:
أن يحضر المكلف إلى المكان الذي تقام فيه صلاة الجماعة، وقد انتهى الإمام من صلاته تقريباً، ووصل إلى التشهد الأخير، وقبل السلام، وهنا يمكن للمكلف أن يكبر تكبيرة الإحرام، ويجلس ويتابع، ويتشهد مع الإمام بنية القربة المطلقة، فإذا سلم الإمام للخروج من الصلاة لا يسلم المأموم معه، بل يقوم لإكمال صلاته، ويبدأ بقراءة الفاتحة والسورة من بعدها.
ولا يحتاج إلى استئناف تكبيرة الاحرام والاتيان بها من جديد، بل يكتفي بالتكبيرة التي أتى بها في بداية الالتحاق بصلاة الجماعة.
الحالة الثانية:
أن يدرك المكلف الإمام في السجود الصلاتي الأخير، سواء كانت السجدة الأولى من الركعة الأخيرة، أم كانت السجدة الثانية منها، وهنا يجوز له أن يكبر تكبيرة الاحرام بقصد الأعم من الافتتاح والذكر المطلق، ثم يتابع الإمام في السجود والتشهد بأن يسجد معه ويتشهد كذلك بقصد القربة المطلقة، فإذا سلم الإمام قام المأموم لإكمال صلاته، وعليه أن يستأنف التكبير فيأتي بالتكبيرة من جديد بنية الأعم من الافتتاح والذكر المطلق، ثم يقرأ الفاتحة والسورة ويتم صلاته.
الفرق بين الحالتين:
وتختلف الحالة الثانية عن الحالة الأولى في أمرين:
الأول: حاجة الحالة الثانية إلى استئناف التكبير من جديد بعد القيام من التشهد.
الثاني: نية تكبيرة الافتتاح، فإنه في الحالة الأولى تكون بنية تكبيرة الاحرام، أما في الحالة الثانية، فإنها تكون بنية الأعم من الافتتاح والذكر المطلق.