29 مارس,2024

الذكر و بناء الشخصية الإسلامية

اطبع المقالة اطبع المقالة

قال تعالى:- (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)[1]

من المعلوم أن القرآن الكريم لا يعرض لموضوع من الموضوعات إلا وله هدف واضح يرتجي تحقيقه وإيجاده من ذلك الموضوع، فحديثه عن قصص الأمم السالفة، على سبيل المثال، وبيان ما جرى عليها من نزول عقاب وعذاب، كان يرتجي تقديم العبرة والموعظة لأمة النبي(ص) عندما يعرفون أن منشأ ذلك كان تكذيبهم الأنبياء والمرسلين(ع).

ولما تحدث القرآن الكريم عن الكون الواسع وما فيه من موجودات ومخلوقات، من سماء، وأرض، وجبال ونبات وحيوان، كان يهدف إلى إرشاد الإنسان إلى وجود الصانع ووحدانيته، وعظمته وسعة قدرته تعالى، من خلال المعرفة الآفاقية، والمعرفة الأنفسية، وهكذا.
والحاصل، إن الرجوع للآيات القرآنية المباركة، والموضوعات التي تضمنتها يفيد ما ذكرناه، من أن أنه لا يتم الحديث عن موضوع في القرآن الكريم إلا لهدف وغاية واضحة يسعى القرآن إلى إيجادها وتحقيقها في الخارج.

ووفقاً لما تقدم، سوف نحتاج أن نتعرف على الهدف الذي توخاه القرآن الكريم من خلال عرضه لموضوع الذكر الذي أشارت له الآية الشريفة والتي جعلناها مفتتح الحديث، فما هو الهدف الذي ينشد القرآن الكريم إيجاده وتحقيقه خارجاً من الحديث عن ذكر العبد لربه، كي ما يذكره ربه، وما هي الغاية من هذين الذكرين، أعني ذكر العبد، وذكر الرب، بحيث جعل القرآن الكريم ذكر الرب سبحانه وتعالى لعبده معلقاً على ذكر العبد ربه، فلو لم يذكر العبد ربه، فإن ذلك يسلب حقه في أن يذكره ربه تعالى.

لا ريب أن التعرف على الهدف المتوخى في القرآن الكريم في حديثه عن الذكر لتحقيقه، يحتاج بداية الإحاطة بالذكر الذي جعل محوراً للحديث وموضوعاً له، ومعرفة حقيقته، فإنه ما لم يتحقق ذلك، من خلال الإحاطة بمفهومه، سوف يكون ذلك مانعاً من الوصول للهدف المحتمل للقرآن الكريم في ذلك.

حقيقة الذكر:

هذا وسوف نقتصر في بيان حقيقة الذكر وإيضاح مفهومه، على خصوص ما جاء في القرآن الكريم، ولن نعمد لبيان ما ذكر حوله في كلمات أهل اللغة، أو ما جاء في كلمات علماء الأخلاق، أو علماء السير والسلوك، والعرفاء، حذراً من الإطالة والخروج عن الهدف المنشود، هذا  والمستفاد من آيات القرآن الشريفة، أن للذكر نحوين من الإطلاق:

الأول: إطلاقه مقابل الغفلة، بحيث يكون المقصود من الذكر عدم الغفلة، ويشير إلى ذلك قوله تعالى:- (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا)[2]، والذكر المقابل للغفلة تتضح حقيقته عند الإحاطة بحقيقة الغفلة، ويقصد منها انتفاء العلم بالعلم، ويمكننا تقريب ذلك بمثال: كلنا يعلم أن الله سبحانه وتعالى خلقنا، ووجه إلينا جملة من التكاليف، تتضمن محرمات لابد من اجتنابها، وواجبات لابد من فعلها والإتيان بها، فالإنسان عالم بما ينبغي عليه فعله، وما يلزمه تركه، إلا أننا نجد بعض الأفراد يعمدون إلى المعصية وارتكاب الذنوب، فيتركون الواجبات، أو يفعلون المحرمات، وعندما نتسائل عن سبب ذلك، نجد أن الجواب غفلتهم عن أن الله تعالى محيط بهم، ومطلع عليهم، وأن لديه من يحصي عليهم أعمالهم وأفعالهم، بل هو رقيب عليهم من وراء كل ذلك، فلولا غفلتهم عن الله تعالى ما كان ليصدر منهم ما صدر من فعل للمعصية، أو اقتراف للخطيئة كما لا يخفى. وهذا الارتكاب منهم للذنوب  والذي نسميه انتفاء العلم بالعلم، فلولا حصول انتفاء العلم عندهم بالعلم بإحاطة الله تعالى بهم، ورقابته التامة لهم، ما كانوا ليفعلوا ما فعلوا، وهكذا.
وبالجملة، إن الذكر يقابل هذا المعنى، فالذكر هو الذي يكون بمعنى وجود العلم بالعلم، وثبوته، ما دامت الغفلة، تعني انتفاء العلم بالعلم، فلاحظ.

الثاني: إطلاقه مقابل النسيان،  بحيث يكون المقصود من الذكر عدم النسيان، ويشير إلى ذلك قوله تعالى:- (واذكر ربك إذا نسيت)[3]، وكما قلنا بأن معرفة الذكر في النحو الأول تتم من خلال معرفة معنى الغفلة، كذلك نقول في البين بأن معرفة الذكر هنا تتم من خلال معرفة معنى النسيان، ويقصد منه زوال صورة العلم عن خزانة الذهن، والذكر خلافه، فيكون معناه بقاء صورة العلم في خزانة الذهن.
وبالجملة، إن المستفاد من القرآن الكريم، أن للذكر إطلاقين، يشيران لبيان حقيقته، وإيضاح معناه. نعم الكلام في أن هذين المعنيـين، هل يعدان مصداقان لمفهوم واحد، أو أن أحدهما يعتبر معنى حقيقياً، والآخر معنى مجازياً، أو يمكن البناء على الالتقاء والتقارب بين المعنيـين؟

الظاهر البناء على الأمر الأخير، بحيث يمكن التوفيق بين الإطلاقين، ليرجعا إلى مضمون واحد، وهو بقاء الصورة في الذهن، سواء من خلال وجود العلم، وعدم الغفلة، أم من خلال بقاء الصورة في الذهن بعدم نسيانها.
ومع وضوح حقيقة الذكر، ومعرفة المقصود منه، يــبقى أمر مهم، لم يتم الكشف عنه إلى الآن مع ما وصل له العلم الحديث من التطور والتقدم، وهو أبعاد الذهن، وتحديدها، فما هو المقصود من الذهن، أيقصد منه الذاكرة، أم يقصد منه شيء آخر؟

ومع التسليم والبناء على كون المقصود من الذهن الذاكرة، فإن ذلك لا يعالج المشكلة، ضرورة عدم وضوح معالم الأشياء التي يذكرها الإنسان، وعدم معرفة ماهيتها، وحقيقتها، وعلى أي نحو تكون، لأن المذكور في النظريات العلمية تصورات متعددة، إذ يقرر بعضها أنها تكون بنحو الانطباع، فتكون كما لو كانت كتاباً قد كتب فيه، وبعضها يذكر نحواً آخر.

ولا يخفى أنه لو بني على أنها انطباع بنحو الكتاب الذي يكتب، لاستدعى ذلك كبراً في حجم المخ الإنساني، ولا أقل من كون حجمه متفاوتاً من فرد لآخر بناءً على ما يملكه الإنسان من معلومات.

مع أن المذكور في كلمات الطب، أن مركز الذاكرة هو المخ، ويصفه المتحدثون عنه بصغر الحجم، بالقياس لما يختـزل من معلومات.
وفي سياق الحديث عن هذا الجانب، يبرز للذهن سؤال، مفاده لماذا لا ينسى الإنسان ما يختـزله من صور سابقة ارتسمت في ذاكرته، كالصور التي اكتسبها أيام طفولته، أو خلال فترة شبابه، أو صباه، وهكذا.

إن السؤال المذكور ينفي أن يكون الذهن أمراً مادياً، ضرورة أنه لو كان كذلك، لتم محو الصور الأولى نتيجة ارتسام صور جديدة، وهكذا، مع أن الواقع الخارجي ينفي ذلك. لأن الإنسان يملك القدرة كما ذكر على استحضار المئات من الصور التي ارتسمت طيلة فترة حياته، حتى آخر ساعاته في الدنيا، وهذا يساعد على نفي كون الذهن قضية مادية، لما هو المقرر من أن الأجسام المادية لا تقبل إلا صورة واحدة على التعاقب.

ذكر الله عبده:

وعند العود للآية الشريفة، نجد أنه تعالى علق ذكره لعبده على ذكر عبده إياه، إذ تضمنت الآية المباركة موضوعاً معلق التحقق على تحقق أمر سابق عليه، فلو ذكر العبد ربه، لذكره ربه، فإن لم يذكر العبد ربه، لن يذكره تعالى، وقد عرفنا أن ذكر العبد ربه يدور مدار عدم الغفلة، وعدم النسيان، فمتى غفل أو نسى منع ذلك من تحقق الذكر له، وإن انتفى عنه ذلك، بحيث لم يكن غافلاً، ولا ناسياً كان ذاكرا لله تعالى، فهل يتصور في الباري تعالى أيضاً ذلك، بحيث يقال: أن الموجب لعدم ذكره تعالى عبده يرجع لغفلته، ونسيانه إياه، وكلنا يعلم أنه تعالى لا يغفل ولا ينسى وفقاً لما تضمنته الآيات القرآنية المباركة، فكيف إذا نحلل ذلك؟

إن جواب ذلك يتضح بالتوجه لنكتة بلاغية، فإنه قد ذكر في علم البديع من البلاغة بحث يسمى باب التقابل، ويقصد منه إطلاق مفهوم المعنى الأول على المعنى الثاني، مع أن المعنى الثاني لا يأخذ أحكام المعنى الأول، فلاحظ قوله تعالى:- (وجزاء سيئة سيئة مثلها)[4]، فإنه لا يختلف اثنان في أن التعبير بالسيئة الثانية لا يعني أنها سيئة مثل السيئة الأولى، لأن الجزاء إنما هو نحو من أنحاء الاستحقاق للمعتدي، وبالتالي لا يقال أن ما وقع عليه ظلم له، بخلاف ما وقع منه، فإنه ظلم للآخرين، إلا أنه من باب التقابل اللفظي، أطلق نفس المفهوم وهو السيئة على الطرف الثاني، مع أنه لا يقال للجزاء بأنه سيئة ولا ظلم، ومقامنا من هذا القبيل، إذ لا ريب ولا خلاف في أن ذكر الله تعالى عبده يختلف عن ذكر العبد ربه، إلا أنه من باب التقابل جعل ذكره الله تعالى كذكر عبده من باب التقابل في اللفظ، وإن كانا مختلفين من حيث المعنى، فلاحظ.

كيف يذكر العبد ربه ليذكره ربه:

وبعد وضوح حقيقة الذكر، والمقصود منه، لابد من معرفة كيفية ذكر العبد ربه، كي ما يذكره ربه، ليتضح الهدف المنشود من هذا الذكر، وقد تباينت وتعددت آراء علماء التفسير في هذا الجانب، حتى عدّ الفخر الرازي في تفسيره أقوالاً عشرة في بيان المقصود من ذكر العبد ربه:
منها: إن المقصود من ذكر العبد ربه، أن يذكره بالطاعة، فيذكره الله تعالى بالرحمة، ويشير إلى ذلك قوله تعالى:- (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون)[5].

ومنها: أن ذكر العبد ربه يكون من خلال دعائه إياه، فيكون ذكر الله تعالى إياه بالإجابة، يقول تعالى:- (ادعوني استجب لكم)[6]
ومنها: أن ثناء العبد على ربه، والطاعة له، تمثل ذكره إياه، فيكون ثناء الباري عليه بإغداق النعم عليه، ذكر منه له.
ومنها: أن العبد يذكر به في الدنيا، فيذكره ربه في الآخرة.
ومنها: أن العبد يذكر ربه في الرخاء، فيذكره الله سبحانه وتعالى في أوقات الشدة.
ومنها: أن العبد يذكر به بالمجاهدة للنفس والسيطرة عليها، ويذكر الله تعالى بالهداية إلى طريق الحق والصلاح.، إشارة إلى قوله تعالى:- (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)[7]

ومنها: أن ذكر العبد لله تعالى يكون بشكره لما أنعم به عليه من نعم، ويكون ذكر الله تعالى له بزيادة نعمه المفاضة عليه.
وهناك أقوال أخرى نعرض عنها مخافة الإطالة، يمكن الرجوع لها في كلمات المفسرين.
ولا يخفى أن جملة من الآراء التي عرضنا قابلة للمناقشة، فضلاً عن أن بعضها مخالف لظاهر الآية الشريفة، إن لم يكن مخالفاً لصريحها، ولسنا بصدد المناقشة لها، إلا أن ما نود التنبيه له هو الغاية من الذكر والهدف الذي دعى له القرآن الكريم، وبتعبير آخر: ما هو الداعي لعرض هذا الموضوع في هذه الآية الشريفة؟

لا ريب أن ما تقدم ذكره من تفسيرات تتضمن إشارة لموضوع يرجى حصوله، وهدف يرغب تحقيقه، لكن التأمل في الآية الشريفة يوحي بأن هناك موضوعاً آخر أبعد وأكبر مما ذكر، فليس هو مجرد شكرٍ لنعمة، بل هو أكبر بحيث يكون شكر النعمة داخلاً فيه، وكذا هو أبعد من المجاهدة، إذ أنها واقعة ضمنه، وهكذا، فما هو ذلك الشيء؟

الشخصية الإسلامية:

إن الذي يظهر من خلال التأمل في الآية الشريفة أن الموضوع الموجب للحديث عن الذكر فيها هو بناء الشخصية الإسلامية، بمعنى أن الباري تعالى يجعل الذكر بمثابة اللبنة الأولى والأساسية في تكوين الشخصية الإسلامية، ويتضح ذلك من خلال ملاحظة النحوين لإطلاق الذكر في القرآن الكريم، أو المعنى الجامع بينهما الذي أشرنا له، فإن الشخصية التي تملك الذكر دائماً، وتكون بعيدة عن الغفلة، كما تتجرد عن حالة النسيان، ولا تعيش حالة السهو والابتعاد عن الله تعالى، هي الشخصية الإسلامية التامة التي يرغب الباري سبحانه وتعالى وجودها خارجاً، وهي التي من أجلها خلق الله تعالى الجنة، بل هي المقصودة بما ورد من أن الداعي لخلق الأنس والجن هو العبادة.

وبعبارة واضحة، لا ريب أن الإنسان يعيش حالات من الغفلة والنسيان والسهو، ومن المعلوم أن من هذا هو حاله، ليس المقصود بالشخص المتكامل الذي خلق من أجله النعيم الدائم والمطلق، لأنه سوف يرتكب معصية أو يقترف ذنبا، بينما من خلق له النعيم الدائم، وجعل له النعيم المطلق، أبعد ما يكون عن ذلك، فبالتالي لابد من وسيلة لتحقيق ذلك الشخص المستحق لهكذا عطاء رباني، وليس هو إلا الشخصية الإسلامية، وسبيل تحقيقها يكون من خلال الذكر الموجب لنفي صفة الغفلة والنسيان عنها.

بناء الشخصية الإسلامية:

ولو قيل، ما هو الطريق لبناء الشخصية الإسلامية من خلال الذكر، حتى يتم ما قيل، ويثبت برهانيته وصحته؟
قلنا، بأن الإنسان مخلوق مركب من عنصرين، عنصر مادي، وعنصر معنوي، والأول منهما هو المحقق في قالبه الخارجي المحدود بالأبعاد الثلاثة، والمتضمن للغرائز والشهوات الخاصة به، على كافة معطياته، من غريزة البطن، والغريزة الطبيعة بالميل للآخر، والقوة السبعية، وما شابه ذلك، ولا ريب أن بناء هذا العنصر يتحقق بإشباعه وتحقيق رغباته، ولذا نجد أن الشارع المقدس لم يعمد إلى استئصال ما يحتاجه هذا العنصر وإلغائه، وإنما نجد أنه عمد إلى تقننيه، وضبطه وفق أسس وقواعد معينة روعي فيها الحاجة الموجود لهذا العنصر، وعدم استغنائه عما ذكر.

والحاصل، إن البناء المتصور لهذا العنصر إنما يتم من خلال تلبية رغباته، لكن لا على إطلاقها، وإنما على وفق أسس مرعية تتوافق والعرض الشرعي، والقانون السماوي.
ويبقى بناء العنصر الثاني، وهو العنصر المعنوي، فإنه يحتاج إلى بناء أيضا كما يحتاج العنصر الأول لذلك، ويحتاج غذاء أيضاً كما يحتاج العنصر الأول لذلك، فما هو الغذاء الذي يلبي حاجة هذا العنصر، ويحافظ على حياته وبقائه؟
وما هو الأثر المترتب على حصوله على هذا الغذاء، والفوائد المجنية من ذلك؟

إن هذا هو الذي يعبر عنه في الكلمات بالبناء الداخلي للشخصية الإنسانية، ويهدف منه إلى تقوية الروح، وتفعيل عنصر العقل عند الإنسان ليكون مديراً للعنصر الأول، وهو العنصر المادي، ولا يتحقق ذلك كما قلنا إلا بتغذيته، وإنما يكون غذائه بالقرب من الله تعالى، فالطريق للحفاظ على هذا العنصر هو تغذيته، وتغذيته تتم بربطه بالله تعالى، وأقصر طريق للوصول إلى الله تعالى ذكره، ولا يكون ذكره إلا بعدم الغفلة عنه وعدم نسيانه، فمن غفل عن الله تعالى، أو نسيه، فإنه لم يذكره، ومن لم يذكر الله تعالى لم يذكره ربه، فيكون فاقداً الطعام الذي يحتاجه العنصر الثاني، أعني الجانب المعنوي.

والحاصل، إن المؤثر في هذا الجانب وبشكل أساس، مقدار ذكر العبد لربه، فكل ما كان العبد ذاكراً لله تعالى، كلما  كان العبد محافظاً على هذا الجانب.
ولا يخفى أن تغذية هذا الجانب بذكر الله تعالى، تستدعي أن يقوى العقل ليسيطر على الغرائز، بل ليدير العنصر الأول بما ينطوي عليه من مكونات وصفات، ويعمد إلى ضبطها وإحكام السيطرة عليها لتتوافق وما يكفل للإنسان السعادة والراء، ويــــبعده عن الشقاء والذل والهوان.

ونتيجة ما تقدم، أن قوله تعالى:- (فاذكروني أذكركم) شعلة وضاءة تنير القلب البشري لتكون سبيلاً يحفظ للإنسان العلاقة الخاصة مع الله تعالى، ويبقي رابطة المحبة بين المخلوق والخالق، فلا يغفل المخلوق عن خالقه، ولا ينساه، بل يبقى ذاكراً له دائماً وأبداً، ليكون ذلك سبيل تواصل ولقاء دائم، فتبنى الشخصية الإسلامية الكاملة[8].
 

[1] سورة البقرة الآية رقم 152.
[2] سورة الكهف الآية رقم 28.
[3] سورة الكهف الآية رقم 24.
[4] سورة الشورى الآية رقم 40.
[5] سورة آل عمران الآية رقم 132.
[6] سورة غافر الآية رقم 60.
[7] سورة العنكبوت الآية رقم 69.
[8] من مصادر البحث: الميـزان في تفسير القرآن ج 2، مواهب الرحمن ج 2، الأمثل في تفسير القرآن المنـزل ج 1، التفسير الكبير للفخر الرازي ج 4.