29 مارس,2024

أسئلة وأجوبة

اطبع المقالة اطبع المقالة

أسئلة وأجوبة

 

س: هل صحيح أن أكثر أهل الجنة من البله فقد سمعنا أن هناك رواية تدل على ذلك.

ج: إن المتصور بداية عند سماع كلمة البله خارجاً يعني الإنسان الفاقد لعقله، أو لا أقل الإنسان الساذج والذي لا يقدر على إدارة أموره والقيام بشؤونه، وهو الذي يعبر عنه أحياناً بالبسيط.

ومع أن النصوص الشريفة قد تضمنت الإشارة إلى أن أكثر أهل الجنة من البله، إلا أنها قد فسرت المقصود بالبله بمعنى آخر يغاير هذا المعنى المتداول خارجاً، وأنه لا يقصد منه الإنسان البسيط أو الساذج فضلاً عن أن يكون المقصود منه الإنسان فاقد الأهلية، فقد جاء في قرب الإسناد للحميري بسنده عن جعفر بن محمد عن آبائه(ع): أن النبي(ص) قال: دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها من البله. يعني بالبله المتغافل عن الشر العاقل في الخير الذين يصومون ثلاثة أيام من كل شهر.

وقد رواه شيخنا الصدوق(ره) في كتابه معاني الأخبار عن أبيه عن الحميري، نعم قد تضمن سؤال الراوي للإمام(ع) عن معنى البله: قلت: وما البله؟ قال: العاقل في الخير، الغافل عن الشر، الذي يصوم في كل شهر ثلاثة أيام.

وقد فسر الإمام الباقر(ع) البله على ما جاء في كتاب مستطرفات السرائر بأنهم: الذين يتغافلون عما يكرهون، يتبالهون عنه.

وقد استند لهذا النصوص غير واحد من الأعلام في تحديد المقصود من البله، فقد جاء في البحار: البله الذين لم يجربوا الأمر، فهم قليلو الشر، منقادون، فإن من آثر الخمول وإصلاح نفسه، والتزود لمعاده، ونبذ أمور الدنيا فليس غراً فيما قصد له، ولا مذموماً بنوع من الذم[1].

وهذا المعنى هو الذي ذكره بعض علماء اللغة، فقد جاء في نهاية ابن الأثير: هو جمع الأبله، هو الغافل عن الشر المطبوع على الخير.

وقيل: هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس، لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حِذق التصرف فيها، وأقبلوا على آخرتهم فشغلوا أنفسهم بها، فاستحقوا أن يكونوا أكثر أهل الجنة[2].

ومثل ذلك جاء أيضاً في كتاب مستدرك سفينة البحار،

 

 

 س: إن أبني يسأل دائماً عن الله سبحانه وتعالى، فيقول: إذا كان الله تعالى هو الذي خلقنا فمن الذي خلق الله؟

ج: إن مراجعة كلمات المختصين في التربية تعطي المتابع طرقاً متعددة يمكن الاستعانة بها للإجابة على هذا السؤال، وسوف أشير لبعضها:

منها: استخدام طريقة التجارب المادية المحسوسة، وذلك من خلال الاستفادة من الأشياء التي تكون متصفة من حيث ذاتها بصفة معينة ولا تحتاج إلى شيء لاتصافها بذلك الشيء بحسب الظاهر مثل السكر، فلو طلبنا من الطفل أن يجعل السكر حلواً فإنه سوف يجيب بأنه حلو بذاته، فيجاب بأن الله سبحانه أيضاً موجود بذاته، فكما أن حلاوة السكر لا يمكن للإنسان أن يصنعها ويوجدها فيه، فالله تعالى أيضاً لا يمكن أن يوجده أحد أو يخلقه أحد، لأنه موجود قديم سبحانه وتعالى.

ومنها: الاستعانة بالأمور المحسوسة للاستدلال على الأمور المعقولة، فتقرب الفكرة العقلية المحضة بواسطة أمر حسي يمكن إدراكه حتى من الصبي الصغير أو الطفلة الصغيرة، وذلك بهذه الطريقة بأن يقول الأب لولده أو لابنته الصغيرين: أنا الآن أمامك شيء مخلوق، لم أكن موجوداً قبل مائة عام، صحيح؟ فيكون جوابهما: صحيح، فيسألههما: من الذي خلقني؟ ويكون الجواب الله، فلو فرضنا أن الله تعالى قد خلقه خالق فمن الذي خلقه؟ لنفرض أنه خلقه خالق ثاني، فنسأل عمن خلق الخالق الثاني، ويجاب خلقه خالق ثالث، فيكون السؤال عمن خلق الخالق الثالث، وهكذا تستمر سلسلة الأسئلة والأجوبة، ولا تنتهي، ولا يتوصل إلى حل، والحل أنه لابد وأن يكون لهذا الكون من خالق حقيقي لم يخلقه أحد، وهو خالق كل شيء وهو الله سبحانه وتعالى.

والحاصل، إن النتيجة التي ينبغي أن يكون الجواب فيها على الطفل أو الطفلة في هذه المرحلة وفي كل مرحلة أن الله سبحانه خالق كل شيء ولم يخلقه شيء، وذلك لأن المخلوق لابد وأن يحتاج إلى خالق، كما عرفت.

 

 

س: ما هو المقصود من الموالاة في الوضوء، هل هو مراعاة جفاف الأعضاء بحيث يتم غسل اللاحق قبل جفاف السابق، أم أن الموالاة تعني المتابعة في العمل للوضوء بدون انقطاع، فيكون في هذه الحالة الالتفاف إلى المنشفة لمسح مقدم الرأس قبل غسل اليد اليسرى منافياً للموالاة، وكذلك التوقف عن العمل والرد على سؤال سائل أثناء الوضوء منافياً للموالاة، ومثل ذلك الأعمال التي يتوقف فيها عن مواصلة الوضوء بدون نية الإعراض عن الوضوء؟

ج: المعروف بين الأعلام أن الموالاة في الوضوء هي غسل العضو اللاحق قبل جفاف العضو السابق، وخالف في ذلك السيد السيستاني(دامت أيام بركاته)، فذكر أن حقيقة الموالاة عبارة عن التتابع والتوالي في العمل، وتحديد ذلك للفهم العرفي بحيث يرى العرف تحقق التتابع والتوالي في عملية الغسل، وعدم تحقق الفصل بين الأعضاء، ومنه يتضح أن ما تضمنه السؤال من أمثلة يرجع فيها للعرف، فمتى قرر العرف تحقق انتفاء التوالي والتتابع، كان ذلك موجباً للبناء على انتفاء الموالاة، وبالتالي بطلان الوضوء، أما لو بنى العرف على عدم حصول ذلك لم يكن ذلك موجباً لبطلان الوضوء.

 

 

س: إذا أخذت بركة الحلاوة من مناسبات أهل البيت(ع)، فهل يجوز القيام ببيعها؟

ج: الظاهر أن إعطاء البركة للحاضرين لمجالس أهل بيت العصمة والطهارة(ع) بنحو التمليك، وليس بنحو الإباحة المالكية، وعليه فلا مانع من أن يقوم الآخذ بإهدائها، أو بيعها. نعم لو اشترط عليه أن لا ينتفع بها أحد غيره، لم يجز له أن يصرفها في غير ما شرط عليه الصرف فيه.

 

 

س: هل حكم إبرة لقاح كورونا في وقت الصيام، هو نفس الحكم المعروف للإبرة من حيث عدم تأثيرها على صحة الصوم؟

ج: نعم، لا تختلف إبرة لقاح كورونا عن الإبرة العادية، فكما أن تزريق الإبرة العادية لا يضر بصحة الصوم، كذلك تزريق إبرة لقاح كورونا لا يضر بصحته.

 

 

س: عند شراء سبيكة ذهب لحفظ المال بمال مخمس سابقاً، فهل تخمس مرة أخرى عند حلول رأس السنة الخمسية؟

ج: هناك مقولة متداولة وهي أن المخمس لا يخمس، وينطلق كثير منها، فيمتنعون من الإخبار عن الأشياء المخمسة لأنها في نظرهم قد خمست فلماذا تخمس مرة أخرى، وهذا الكلام صحيح، لكنهم لا يلتفتون إلى الطريقة المتبعة عندنا في المنطقة، من ملاحظة رأس المال المخمس في السنة الماضية، واقتصار الخمس في خصوص الزائد عليه، وهذا يعني أن المخمس فعلاً لن يخمس مرة ثانية لكن ذكره يكون الغرض منه هو المحافظة على رأس المال ومعرفة الزيادة الحاصلة.

 

 

 

[1] بحار الأنوار ج 64 ص 284.

[2] نهاية ابن الأثير ج 1ص 153.