29 مارس,2024

حكم الطيور

اطبع المقالة اطبع المقالة

س: هل يحل أكل جميع الطيور؟…

ج: كل ما كان له ريش، فإنه يحل أكل لحمه، إلا ثلاثة أصناف، فيحرم أكل لحمها، وتلك الأصناف الثلاثة، هي:

الأول: أن يكون هذا الطير من السباع، فلا يجوز أكل لحمه.

س: ما هو المراد بكون الطير من السباع؟…

ج: مرادنا من كون الطير من السباع هو: كل ذي مخلب يسعى به لافتراس الطير وغيره. ومن المعلوم أن هذا له أنواع كثيرة، ولكل نوع أصناف، ولا يخـتلف حكمها بين القوي والضعيف، والصغير والكبير، والمعروف المشهور منها هو: النسر، والصقر، والباز والعقاب والشاهين والباشق.

الثاني: ما يكون صفيف جناحيه وسكونهما خلال طيرانه، أكثر من دفيفهما وحركتهما.

س: كيف يمكننا أن نعرف أن صفيف هذا الطير أكثر من دفيفه؟…

ج: يتم معرفة ذلك من خلال مراقبة الطير ومشاهدة طيرانه، وقد صار هذا الأمر اليوم معروفاً ومتيسراً بدقة عالية في زماننا، خصوصاً وقد توسعت الكشوف العلمية، وأصبح بالإمكان مراقبة سلوك الطيور بوسائل متطورة ودقيقة.

س: هل يحل من الطيور، ما كان دفيفه أكثر من صفيفه؟…

ج: نعم كل طير كان دفيفه أكثر من صفيفه، فإنه يحل أكل لحمه، وهذا أنواعه كثيرة، فهي تبدأ في حجمها من النعامة كبراً وضخامة، وتنـتهي بعصفور الشوك المتناهي في صغره، وتخـتلف أسماء كثير منها باختلاف البلدان.

س: لو كان الطير من السباع، لكن كان دفيفه أكثر من صفيفه، فهل يحل أكل لحمه؟…

ج: إذا كان الطير سبعاً، فإنه يحرم أكله، حتى لو كان دفيفه أكثر من صفيفه؟…

س: لو لم يكن الطير سبعاً، لكنه كان يصف بجناحيه أكثر من أن يدف بهما، فهل يحل أكل لحمه؟…

ج: إذا كان الطير يصف بجناحيه أكثر من أن يدف بهما، فإنه يحرم أكل لحمه حتى لو لم يكن سبعاً.

الثالث: قد يحصل أن تـتساوى حركة أجنحة بعض الطيور من حيث الصفيف والدفيف، أو قد يكون الطير مجهول الحال، فلا يعلم أنه ممن يكون صفيفه أكثر من دفيفه أو لا.

فعندها يرجع إلى علامة أخرى يمكن من خلالها أن يميز هذا الطير بكونه مما يحل أكل لحمه، أو لا يحل، وتلك العلامة هي: إذا كان باطن الطير يشتمل على القانصة، أو الحوصلة، أو كان ظاهر الطير يشتمل على الصيصة.

س: ما هو المراد من هذه الأمور الثلاث التي جعلت علامة لتميـيز الطير حين جهل حاله؟…

ج: القانصة: ما يجتمع فيه الحصاة الدقاق التي يأكلها الطير.

الحوصلة: ما يجتمع فيه الطعام وغيره عند الحلق.

الصيصة: إصبع رابعة تكون خلف كف رجل الطائر.

فإن أشتمل الطائر على واحدة فقط من هذه الثلاث، فإنه يحكم حينـئذٍ بحليته، إذا لم يكن من السباع، ولم يكن صفيفه أكثر من دفيفه.

الطائر الذي يحل أكله:

من هنا يمكننا أن نقول بأن كل طائر حلال إذا لم يكن من سباع الطير، ولم يكن صفيف جناحيه أكثر من دفيفهما، فإن لم يكن من السباع، وتساوت حركة الأجنحة، أو كانت حركة الأجنحة بالنسبة إليه مجهولة، نـتيجة جهل كيفية طيرانه، فإنه يحكم بحلية ما كان له حوصلة، أو قانصة، أو صيصة.

طير الماء:

س: ما هو حكم طيور الماء من جهة حلية الأكل وحرمتها؟…

ج: ينطبق على طيور الماء ما ينطبق على طيور اليابسة من العلامات. ويمكن أن نـتعرف أن هذا الطير من طيور من السباع بملاحظة التالي:

إن بعض طيور الماء التي تـتغذى على الأسماك يتناولها بمنقاره، وبعضها يتناولها بقدميه، فإن كان في قدميه مخالب دخل الطير في عنوان(سباع الطير) وحرم أكله، وإن لم يكن له مخالب، فعندها ينظر في حركة جناحيه، فإن أمكن معرفة أيهما أكثر صفيفه، أو دفيفه، فعندها يحكم بحليته أيضاً، وإن لم يمكن التميـيز أو جهل حاله، فعندها يرجع للعلامة الثالثة، وهي وجود الحوصلة، أو القانصة، أو الصيصة، حتى لو كان الطير يتغذى على الأسماك.

الطير الجلال:

س: إذا صار الطير المحلل الأكل، سواء كان طير البر، أم كان طير البحر، جلالاً، بمعنى أنه أصبح يتغذى على عذرة الإنسان، فهل يـبقى على حلية أكله، أو أنه يحكم بحرمة أكله؟…

ج: إذا أصبح الطير جلالاً سواء كان من طير البر، أم كان من طير البحر، فإنه يحكم بحرمته، كما يحرم بحرمة حيوان البر.

الخفاش:

س: هل الخفاش من الطيور، بحيث ينطبق عليه حكمها من جهة الحلية، فيجوز أكل لحمه؟…

ج: الخفاش، وإن كان يطير لكنه ليس من ذوات الريش، فلا ينطبق عليه ما نحن بصدده لما عرفت أن حديثنا حول ما له ريش.

وعلى أي حال فالخفاش مما يحرم أكله، بغض النظر عن انطباق العلامات الآنفة عليه.

حكم البيض:

س: ما هو حكم بيض ما يحل أكل لحمه من الطير، وما هو حكم بيض ما لا يحل أكل لحمه من الطير؟…

ج: بيض الطائر المحلل حلال، وبيض الطائر المحرم حرام.

س: إذا وجدنا بيضاً، ولم نعلم أنه بيض طائر محلل فيجوز أكله، أم أنه بيض طائر محرم فلا يجوز أكله، فهل يجوز أكله؟…

ج: هناك علامة يمكننا أن نميز البيض المحلل الأكل، من البيض المحرم الأكل، حين الاشتباه وعدم إمكانية معرفة البيض لأي طير، وتلك العلامة هي: أنه إذا كان الطرفان في البيض متفقين، فإنه يجب اجتناب أكله، أما لو كان الطرفان مخـتلفين، وتميز أسفله من أعلاه مثل بيض الدجاج، فإنه يجوز أكله.