الجفاف الروحي (12)

لا تعليق
كلمات و بحوث الجمعة
201
0

النموذج الخامس: تسبيح السيدة الزهراء:

يعرف المؤمنون، بل الكثير من المسلمين أن هناك تسبيحاً يسمى بتسبيح السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع)، ومنشأ تسمية هذا التسبيح بهذه التسمية كما يحدثنا بذلك أمير المؤمنين(ع) أن الزهراء(ع) كانت تمارس خدمات البيت، فقال(ع): كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثرّ في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكنست البيت حتى اغبّرت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألتيه خادماً يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل، فأتت النبي(ص) فوجدت عنده حدّاثاً فاستحيت فانصرفت، فعلم النبي(ص) أنها قد جاءت لحاجة، فغدا علينا ونحن في لحافنا، فقال: السلام عليكم، فقلنا: وعليك السلام، فدخل وجلس عند رؤوسنا فقال: يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟ فقلت: أنا والله أخبرك يا رسول الله، إنها استقت بالقربة حتى أثرت في صدرها، وجرّت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألتيه خادماً يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل، قال(ص): ألا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعاً وثلاثين تكبيرة، واحمدا ثلاثاً وثلاثين تحميدة، وسبحا ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، قالت فاطمة(ع) رضيت عن الله وعن رسوله، رضيت عن الله وعن رسوله[1].

ونقل صاحب الوسائل(قده): تقول الرواية: فلزمت فاطمة(ع) هذا التسبيح بعد كل صلاة ونسب إليها[2].

فضيلة وثواب تسبيح الزهراء:

وردت جملة كثيرة من النصوص تؤكد فضل وثواب تسبيح السيدة الزهراء(ع)، ولا بأس بالإشارة إجمالاً إلى شيء من تلك الأحاديث:

منها: أنه ورد في الرواية السابقة أن النبي(ص) قال: أن هذا التسبيح خير من الدنيا وما فيها: يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من الخادم، ومن الدنيا بما فيها.

ومنها: ما ورد عن الإمام أبي جعفر الباقر(ع) قال: ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة(ع)، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله(ص) فاطمة(ع)[3].

ومنها: ما جاء عنه(ع) أيضاً من أنه قال: من سبح تسبيح فاطمة(ع) ثم استغفر غفر له، وهي مائة باللسان، وألف في الميزان وتطرد الشيطان، وترضي الرحمن[4].

ومنها: ما ورد عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: من سبح تسبيح فاطمة الزهراء(ع) قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له[5].

ومنها: ما جاء عنه(ع) أيضاً أنه قال: تسبيح فاطمة الزهراء(ع) في كل يوم دبر كل صلاة أحب إليّ من صلاة ألف ركعة كل يوم.

متى يؤتى بتسبيح الزهراء:

يعتبر هذا التعقيب من أفضل التعقيـبات والأذكار التي تمارس بعد الفراغ من الصلاة، فيستحب أن يؤتى به عقب السلام مباشرة، وقبل تلاوة بقية الأدعية والتعقيـبات، وأن يكون المصلي على هيئـته أثناء التسليم.

ويظهر من بعض الأحاديث أن الترتيب في التعقيـبات يكون على النحو التالي:

1-التكبيرات الثلاث، بعد السلام مباشرة.

2-تلاوة الآية الشريفة، وهي قوله تعالى:- ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً).

3-الاشتغال بتسبيح الزهراء فطمة(روحي وأرواح العالمين لها الفداء).

4-الإتيان ببقية الأدعية والأذكار.

ثواب التعقيب في دبر كل صلاة:

وردت هناك مجموعة من النصوص المتضمنة لبيان فضل ثواب التعقيب، نشير لبعض منها تيمناً:

منها: عن داود العجلي قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: ثلاث أعطين سمع الخلائق: الجنة والنار والحور العين، فإذا صلى العبد، وقال: اللهم اعتقني من النار، وأدخلني الجنة، وزوجني من الحور العين. قالت النار: يا رب إن عبدك قد سألك أن تعتقه مني فاعتقه، وقالت الجنة: يا رب إن عبدك قد سألك إياي فاسكنه، وقالت الحور العين: يا رب إن عبدك قد خطبنا إليك فزوجه منا، فإن هو انصرف عن صلاته ولم يسأل الله تعالى شيئاً من هذا قلن الحور العين إن هذا العبد فينا لزاهد، وقالت الجنة إن هذا العبد فيّ لزاهد، وقالت النار إن هذا العبد بيّ لجاهل[6].

ومنها: ما جاء عن أبي عبد الله(ع) قال: أربعة أعطوا سمع الخلائق: النبي(ص) والحور العين والجنة والنار، فما من عبد يصلي على النبي(ص) أو يسلم عليه إلا بلغه ذلك ورسوله، وما من أحد قال: اللهم زوجني من الحور العين. إلا سمعنه وقلن يا ربنا إن فلاناً قد خطبنا إليك فزوجنا منه، وما من أحد يقول: اللهم أدخلني الجنة. إلا قالت الجنة اللهم أسكنه فيّ، وما من أحد يستجير بالله من النار إلا قالت النار اللهم أجره مني[7].

ومنها: ما عن أبي عبد الله(ع) أيضاً قال: من صلى صلاة مكتوبة ثم سبّح في دبرها ثلاثين مرة لم يـبق شيء من الذنوب على بدنه إلا تناثره[8].

العدد في تسبيح الزهراء:

مما ينبغي الالتفات إليه أن الأذكار الواردة بعدد خاص يؤتى بها كما ورد من غير زيادة أو نقصان، فلعل لذلك أسراراً قد تخفى على الإنسان، فتسبيح الزهراء(ع) جاء ضمن هذا العدد الخاص من التكبيرات والتحميدات والتسبيحات، وضمن هذا الترتيب، فلابد من الالتـزام بهذه الصيغة الواردة، ولا يصح التصرف فيها عدداً وترتيـباً.

وهكذا لو ورد دعاء عن المعصومين(ع) بصيغة معينة، لا يجوز التصرف في هذه الصيغة تغيـيراً وتبديلاً، تقديماً وتأخيراً، إلا إذا لم يقصد الدعاء المنسوب إلى المعصوم(ع).

فعن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله(ع): ستصيـبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى، ولا إمام هدى لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال(ع) تقول: يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقلت: يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك. قال: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول لك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك[9].

المعطيات الكبيرة لتسبيح الزهراء:

لا يخفى على أحد ما لهذا التسبيح من آثار وبركات ومعطيات، ولنشر إلى بعض تلك الإفاضات والبركات الحاصلة نتيجة المداومة عليه:

منها: أن هذا التسبيح يعدّ من أفضل أنواع الذكر كما نصت على ذلك عدة من النصوص، وهذا يعني أن جميع ما ثبت للذكر من آثار ومعطيات يحققها تسبيح الزهراء(ع) ويكون ثابتاً لها، ومن المعلوم أن من ضمن معطيات الذكر: الاطمئنان، والصلابة والقوة والثبات، والاستقامة والانضباط، والنشاط الروحي، وغير ذلك.

ومنها: أن هذا التسبيح الشريف براءة من النفاق، كما ورد ذلك في بعض النصوص، فإن هذا التسبيح بما يتضمنه من تكرار للتكبير والتحميد والتسبيح، يجعل الله عز وجل حاضراً في القلوب، وعلى الألسن، مما يعمق حالات الحب لله تعالى، والخوف منه، والحياء، وحبه سبحانه وتعالى وتعظيمه.

ومن الواضح البيّن أنه كلما تعمقت هذه الحالات في القلب، كان قلباً ذاكراً، والقلب الذاكر لا يمكن أن يكون محلاً للنفاق، لأن النفاق غفلة عن الله سبحانه.

ومنها: أن هذا التسبيح سبيل من السبل التي يتم طرد الشيطان بواسطتها، إذ أن التكبير انتصار على الشيطان، والتحميد تمرد عليه، والتسبيح تنـزيه لله سبحانه ضد وساوسه.

ولذلك ورد في بعض الأخبار أن تسبيح السيدة الزهراء(ع) يطرد الشيطان، ويجعله بعيداً عن الإنسان في كل يوم عندما يكرر الإنسان هذا التسبيح خمس مرات في الصلوات الواجبة. مضافاً إلى الإتيان به قبل النوم كما هو الوارد في بعض النصوص.

فإن هذه المداومة متى ما توفرت على الإخلاص والصدق والبصيرة، كان لها أثرها الفاعل وفيوضاتها المباركة في حماية الإنسان من نزعات الشيطان وغواياته وضلالاته.

ومنها: الشفاء من الأمراض، حيث ورد في بعض الأخبار أن المداومة على هذا التسبيح الشريف، له تأثيراته الكبيرة في الشفاء من الأمراض، والحماية من المشاكل والأزمات، وليس غريـباً أن يكون للآيات والأدعية والأذكار تأثيراتها الفاعلة على صحة الإنسان الروحية والجسدية، فالله سبحانه وتعالى هو الشافي والمعافي، قال تعالى:- ( وإذا مرضت فهو يشفين)[10]. وقال عز من قائل:- ( ونـنـزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)[11].

ومنها: رضوان الله والفوز بالجنة، فإن هذا أحد معطيات هذا الذكر، كما أشارت لذلك بعض النصوص الواردة عن المعصومين(ع)[12].

شروط بركات تسبيح الزهراء:

هذا ولا يخفى أن هذه العطاء والإفاضات والبركات إنما ينالها خصوص من سبّح تسبيح السيدة الزهراء(ع)، وقد استجمع الشروط التالية:

1-حضور القلب.

2-الصدق والإخلاص.

3-الخشوع والتذلل.

4-التدبر والتأمل.

وهذا يعني أن مجرد الإتيان بهذا الذكر لا يعدّ مدعاة إلى الإفاضة على الإنسان إلا مع توفر هذه الشروط.

النموذج السادس: الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان:

لقد ورد في القرآن الكريم الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، قال تعالى:- ( وإما ينـزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم)[13]. وقال سبحانه:- ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)[14].

معنى الاستعاذة:

ثم إذ عرفنا توجه الأمر إلينا بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، نتسائل عن معنى الاستعاذة؟…

الاستعاذة في اللغة تعني الالتجاء والاعتصام والتحصن.

والاستعاذة بالله سبحانه، تعني الالتجاء إليه والاعتصام والتحصن به من الشيطان الرجيم.

صيغة الاستعاذة:

هذا وللاستعاذة صيغ عدة:

منها: أعوذ بالله من الشيطان.

ومنها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

ومنها: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

المعركة بين الإنسان والشيطان:

ثم إن بين الإنسان والشيطان معركة قد ابتدأت يوم خلق الله سبحانه نبيه آدم(ع)، قال تعالى:- ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين* قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين* قال فاهبط منها فما يكون لك أن تـتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين* قال انظرني إلى يوم يبعثون)[15].

ماذا يستفاد من هذا النص:

يستفاد من هذه الآيات الشريفة عدة أمور:

الأول: إن خط الشيطان، يمثل التمرد والاستكبار في الأرض:

لأن الشيطان في تمرده على الأمر الإلهي الصادر من الباري سبحانه، وفي استكباره عن السجود، قد أسس لحالات التمرد والاستكبار في الأرض، وأوجد هذا الخط الشيطاني الذي استطاع أن يستوعب أعداداً كبيرة جداً من أبناء آدم، وتمكن من غوايتهم وإضلالهم واستحوذ عليهم، وفي مقابل هؤلاء نجا آخرون تمكنوا من الانتصار على الشيطان في معركة الصراع بين الإنسان والشيطان.

الثاني: فتح باب الحوار مع الطرف الآخر:

من الأمور المستفادة من هذا النص أيضاً فتح باب الحوار مع الطرف الآخر، أياً ما كان ذلك الطرف وإن كان يمثل رمز الشر إبليس.

وينبغي أن يعلم أن الحوار مع الطرف الآخر لا يعني الاعتراف بشرعيته، وإنما هو محاولة وضعه في خط الوصول إلى الحقيقة أو محاولة الاقتراب به إلى أجوائها، قال تعالى:- ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون)[16].

الثالث: الشيطان هو المعتدي الأول:

الشيطان هو الذي قرر المعركة مع الإنسان حيث قال:- ( فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم)، وهكذا القوى الشيطانية في الأرض في كل زمان ومكان، هي التي تبدأ دائماً العدوان ضد قوى الإيمان.

الرابع: سعي الشيطان الدائم لغواية الإنسان:

لو لاحظنا قوله تعالى:- ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)[17]. لوجدنا أن الشيطان يخطط بذكاء وخبث من أجل مواجهة الإنسان والقوى الإيمانية، وهذا المنهج اتبعته القوى الشيطانية اليوم، بل في كل مكان وزمان، فإنها تخطط للكيد والنيل من القوى الإيمانية.

كيف نحصن أنفسنا في مواجهة الشيطان:

هناك عدة وسائل يمكن للإنسان من خلالها أن يحصن نفسه في مواجهته للشيطان، نشير لبعض منها:

الأولى: الاستعاذة بالله من الشيطان:

وللاستعاذة مواطن كثيرة:

منها: حينما تـتحرك في داخل الإنسان النـزغات الشيطانية، قال تعالى:- ( وإما ينـزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم)[18]، وقال عز من قائل:- (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين)[19].

ومنها: حينما نعيش حالات الانفعال، كالغضب، أو الحب، أو البغض، أو الولاء، أو العداء، فإن هذه الحالات ينأسر فيها الإنسان للعواطف والأحاسيس، وهنا يجد الشيطان فرصته الثمينة للسيطرة والهيمنة والاستحواذ على الإنسان، فالإنسان في هذه اللحظات التي قد تزيغ به عن الحق في أمسّ الحاجة إلى الاستعانة بالله، والاستعاذة به ليحميه بألطافه وفيوضاته من تأثيرات الشيطان وتسويلاته وإملاءته الزائغة، فقد ورد عن النبي(ص) أنه قال: أوحى الله إلى نبي من أنبيائه: ابن آدم أذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي.

ومنها: عندما يحاول الشيطان أن يغري الإنسان بفعل المعاصي:

لاحظ قوله تعالى:- ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم)[20]، وقوله سبحانه:- (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء)[21].

فالشيطان دائماً وأبداً يحاول أن يزين للإنسان المعاصي والفسوق، ويحرك الشهوات في داخله في اتجاه الفحشاء والمنكر.

ومنها: إذا حاول الشيطان صدّ الإنسان عن ذكر الله تعالى:

فالشيطان يطرب عندما يستحوذ على الإنسان ويصدّه عن ذكر الله، فالحذر الحذر من الغفلة، فعليك أيها المؤمن الإكثار من الاستعاذة لحماية نفسك من غوائل الشيطان ومكائده. وقد ورد عن أمير المؤمنين(ع) أنه قال: كل ما ألهى عن ذكر الله فهو من إبليس.

ومنها: محاولة الشيطان صد الإنسان عن أعمال الخير.

الوسيلة الثانية:

الإكثار من ذكر الله تعالى، والصلاة والدعاء والصيام، وقراءة القرآن الكريم، فقد ورد في الحديث: استكثروا من لا إله إلا الله والاستغفار، فإن الشيطان يقول: قد أهلكتهم بالذنوب وأهلكوني بقول لا إله إلا الله والاستغفار.

وقال رسول الله(ص) لأصحابه: ألا أخبركم بشيء إن فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق عن المغرب؟ قالوا: بلى يا رسول الله.

قال(ص): الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره، والاستغفار يقطع وتينه، ولكل شيء زكاة، وزكاة الأبدان الصيام.

وعن أمير المؤمنين(ع) أنه قال: ذكر الله مطردة للشيطان.

وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق(ع) أنه قال: البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله فيه، تكثر بركته وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن، ولا يذكر الله فيه تقل بركته، وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين.

الوسيلة الثالثة:

الابتعاد عن مواطن الشيطان، وإغلاق كل الثغرات التي يحاول أن يدخل من خلالها.

مواطن الشيطان:

1-مجالس اللهو.

2-المجالس التي يعصى الله سبحانه وتعالى فيها.

3-المجالس التي تكون خالية من ذكر الله تعالى.

الثغرات التي يدخل الشيطان منها:

هناك ثغرات يحاول الشيطان الدخول منها إلى الإنسان، نشير إلى بعض منها:

1-النظرة المحرمة، فإنه قد ورد: النظرة سهم من سهام إبليس مسموم.

2-الخلوة، ففي الحديث: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.

3-الخضوع بالقول، قال تعالى:- ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً).

4-مخالطة الفساق والفجار.

5-الأجواء الفاسدة والمنحرفة.

————————————————

[1] بحار الأنوار ج 82 ص 336 ح 5.

[2] وسائل الشيعة كتاب الصلاة ب 9 من أبواب التعقيب ح 1.

[3] المصدر السابق ب 8 ح 3.

[4] المصدر السابق ب 7 ح 1.

[5] المصدر السابق ب 9 ح 2.

[6] المصدر ب 22 من أبواب التعقيب ح 2.

[7] الوسائل ب 22 من أبواب التعقيب ح 3.

[8] المصدر السابق ب 15 من أبواب التعقيب ح 5.

[9] بحار الأنوار ج 52 ص 149 ح 73.

[10] سورة الشعراء الآية رقم 80.

[11] سورة الإسراء الآية رقم 82.

[12] بحار الأنوار ج 82 ص 332، ح 10-13.

[13] سورة الأعراف الآية رقم 200.

[14] سورة النحل الآية رقم 98.

[15] سورة الأعراف الآيات رقم 11-16.

[16] سورة آل عمران الآية رقم 64.

[17] سورة الأعراف الآية رقم 17.

[18] سورة الأعراف الآية رقم 200.

[19] سورة المؤمنون الآية رقم 97.

[20] سورة الأنفال الآية رقم 84.

[21] سورة البقرة الآية رقم 268.

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة