28 مارس,2024

لماذا لم يصرح باسم أمير المؤمنين(ع) في القرآن الكريم

اطبع المقالة اطبع المقالة

س: لماذا لم يصرح باسم أمير المؤمنين(ع) في القرآن الكريم وأنه الخليفة بعد رسول الله(ص)؟…

ج: يتصور البعض أن طريق معرفة الخليفة بعد النبي(ص) ينحصر في طر يق واحد وهو عبارة عن التصريح باسمه في القرآن الكريم، مع أننا إذا رجعنا للقرآن الكريم نجد أنه يذكر ثلاثة طرق يتم من خلالها التعرف على الشخصيات الإلهية، وتلك الطرق هي:

الأول: التصريح بالاسم، قال تعالى:- (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)، فإنه هنا قد عرف النبي الأكرم محمد(ص) من خلال اسمه الذي ذكر في الإنجيل، لتعرفه الأجيال القادمة.

الثاني: التعريف من خلال العدد، قال تعالى:- (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيـباً)، فقد عرف سبحانه وتعالى نقباء بني إسرائيل من خلال العدد.

الثالث: التعريف من خلال ذكر الصفات، قال تعالى:- (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر)، فقد عرف الله سبحانه النبي الكريم(ص) من خلال الصفات التي ذكرها في الإنجيل والتوراة.

هذا وقد استخدم الباري سبحانه وتعالى في التعريف بأمير المؤمنين(ع) الطريق الثالث، فإنه وإن لم يصرح باسمه(ع) في القرآن لكنه قد صرح بصفته، فقال تعالى:- ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، كما أنه أشار إلى ذلك أيضاً في سورة الإنسان، فقال تعالى:- ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماً وأسيراً)، إلى غير ذلك من الآيات الشريفة التي تعرضت لذلك.

على أن هناك جواباً آخر يمكن أن يذكر وهو أن القرآن الكريم لم يتعرض لكل شيء على نحو التفصيل، بل أوكلت بعض الأمور في الناحية البيانية للسنة المباركة، فالقرآن وإن لم يتعرض للتصريح باسمه(ع) لكن السنة قد صرحت به، كما أن القرآن لم يتعرض لبيان عدد الركعات الصلاتية لكل فريضة فريضة، والسنة قد تكفلت بذلك، وهذا ما أشار له الإمام الصادق(ع) في بعض النصوص، والله العالم.