الأجبان المستوردة

الأجبان المستوردة

 

تدخل الإنفحة في صناعة الأجبان، وهي نوعان: إنفحة حيوانية مأخوذة من الحيوانات، وإنفحة بكتيرية.

ولا كلام في حلية تناول الأجبان المصنعة بواسطة الإنفحة البكتيرية، وإنما الكلام في ما يصنع منها بالإنفحة الحيوانية، فإنه يعتبر فيه أن تكون الإنفحة مأخوذة من حيوان محلل الأكل، فلو أخذت من حيوان يحرم أكله كالخنـزير مثلاً فإنه يحرم تناوله.

ولا يعتبر في جواز تناول الجبن الذي دخلت في صناعته أن تكون مأخوذة من حيوان مذكى، بل يحل تناولها ولو كانت مأخوذة من ميتة محلل الأكل، وذلك لإلحاق الفقهاء الإنفحة بما لا تحله الحياة من أجزاء ميتة محلل الأكل في الحكم بالطهارة، فكما حكموا بطهارة الصوف والشعر والعظم والمنقار والظفر والريش والسن، فإنهم قد حكموا بطهارتها أيضاً.

 

حقيقة الإنفحة:

وقد عُرفت الإنفحة في كلمات غير واحد من الأعلام، كالسيدين الإمامين الخوئي(ره)، والسيستاني(دامت أيام بركاته)، والأستاذ الشيخ الوحيد(حفظه الله)، بأنها ما يتحول إليه اللبن في كرش الحيوان الرضيع كالجدي والسخل.

ووفقاً لهذا التعريف سوف تكون الإنفحة عبارة عن المظروف وليس الظرف. نعم قد أشار السيد السيستاني(أطال الله في عمره الشريف)، إلى حاجة الجزء الملاقي منها للميتة برطوبة إلى التطهير، إلا إذا كان المتعارف في حقيقتها أنها مادة غير متماسكة لا تقبل الغسل، فإنه يحكم بطهارتها مطلقاً.

 

حلية الأجبان المستوردة:

ووفقاً لما تقدم في بيان حقيقة الإنفحة، سوف يبنى على حلية تناول الأجبان المستوردة من بلدان غير إسلامية، والتي يدخل في صناعتها الإنفحة الحيوانية، خصوصاً وقد عرفت أنها المظروف. نعم لو بني على أن الإنفحة عبارة عن الظرف، فلابد من إحراز طهارتها بغسل الجزء الملاقي للميتة مع رطوبة مسرية حتى يحل تناولها.

 

 

 

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة