20 أبريل,2024

بعض الآيات القرآنية الدالة على إمامة أمير المؤمنين(ع)

اطبع المقالة اطبع المقالة

س:نرجو أن تذكروا بعض الآيات القرآنية الدالة على إمامة أمير المؤمنين(ع)،ولماذا لم يذكر إسم الإمام علي(ع)صريحاً في القرآن الكريم؟

ج:هناك مجموعة من الآيات القرآنية الدالة على إمامة أمير المؤمنين(ع)،ونحن نقتصر على الإشارة إلى آيتين فقط:

الأولى:قوله تعالى:- (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)،حيث دلت على أن الولاية الثابتة للنبي(ص)ثابتة لمن تصدق في ركوعه،وكان ذلك المتصدق هو أمير المؤمنين(ع)كما نص على ذلك أرباب التفسير وعلماء السير والتاريخ.

الثانية:آية يوم غدير خم،ودلالتها على إمامة الإمام علي(ع)وخلافته أوضح من أن تحتاج إلى شرح وبيان.

أما لماذا لم يذكر اسمه الشريف في القرآن الكريم،فنقول في مقام الإجابة:

يتصور السائل أن معرفة أولياء الله سبحانه تـتم من خلال ذكر اسمائهم في القرآن الكريم،لكن هذا المعنى لا يتم لمن راجع القرآن،حيث نجد أن القرآن الكريم،سلك ثلاث طرق لمعرفة الشخصيات الإلهية،وفي كل طريق يتبع اسلوباً خاصاً طبقاً لأغراض معينة:

الطريق الأول:المعرفة بالأسم:

حيث عرف النبي(ص)عن طريق الأسم في الأنجيل للأجيال القادمة،قال تعالى:- (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد)[1].

ونجد الله سبحانه يخاطب أنبيائه أحياناً بالإسم،قال تعالى:- (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض)[2].

وقد ذكر القرآن نبي الإسلام في بعض المواضع بإسمه قال سبحانه:- (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)[3].

الطريق الثاني:المعرفة بالعدد:

ولذا فقد عرف نقباء بني اسرائيل بالعدد،قال تعالى- (ولقد أخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيـباً)[4].

وعرف القرآن الذين اختارهم موسى ليصعدوا الجبل معه بالعدد أيضاً،قال عز من قائل:- (واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا)[5].

الطريق الثالث:المعرفة بالصفات:

وقد عرف النبي(ص)بهكذا اسلوب في الأنجيل والتوراة،بالإضافة إلى الإسم،قال تعالى:- (الذين يتبعون النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر)[6].

فنجد أنه قد عرف النبي الأكرم(ص)في هذه الآية بعشر صفات،مكتوبة في التوراة والأنجيل.

ويعرف الله سبحانه وتعالى الذين يجب طاعتهم على المسلمين بصفات أولي الأمر،قال تعالى:- (واطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).

ونجد في القرآن الكريم نموذجاً لتعريف الشخص المنـتخب من خلال الإسم والصفة،فبعد موسى(ع)انتخب رجل من بني اسرائبل،فقال له الناس:اجعل لنا قائداً لنجاهد في سبيل الله تحت لوائه،فاستجاب الله تعالى لهم،فعرف القائد بالإسم وبالصفة لإزالة أي تشابه ممكن،وعن طريق نبيه اخبرهم سبحانه بأنه قد عين طالوت قائداً عليهم،قال تعالى:- (إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة)[7].

هذا ونجد القرآن يكتفي أحياناً كما ذكرنا بذكر الصفات فقط،قال تعالى:- (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)[8].

والحاصل أنه ولو لم يذكر الإمام علي(ع)بإسمه في القرآن الكريم،لكنه مذكور بصفاته وخصوصياته.

ثم ينبغي الإلتفات إلى أن القرآن الكريم يأخذ بعين الإعتبار المصالح العليا للأفراد،التي قد تستوجب أحياناً أن يعرف الشخص بالأسم،واحياناً أن يعرف بالصفات،كما لعله الحال في أمير المؤمنين(ع)،حيث أنه لو ذكر اسمه الشريف،أو اسم أحد من أبنائه الأئمة الأثني عشر المعصومين،لبرزت الأحقاد القديمة لمعارك بدر ،وأحد،وحنين،مرة أخرى،ولذا طرح القرآن الكريم الموضوع ككل،قال سبحانه:- (إن الأرض يرثها عبادي الصالحون).

إن قلت:لقد ذكر اسماء الماضين،كلقمان وذي القرنين؟…

قلت:إن ذكر هؤلاء لا يستدعي أن تـتحرك الأحقاد ضد الماضين.

كما لعله يمكن القول أن عدم ذكر أسماء الأئمة عليه السلام،وعلى رأسهم الإمام علي(ع)نوع امتحان واختبار ليمتاز الخبيث من الطيب،والله سبحانه وتعالى العالم بحقائق الأمور،وهو الهادي إلى سواء السبيل.

——————————————————————————–

[1] سورة الصف الآية رقم 6.

[2] سورة ص الآية رقم 26.

[3] سورة آل عمران الآية رقم 144.

[4] سورة المائدة الآية رقم 12.

[5] سورة الأعراف الآية رقم 155.

[6] سورة الأعراف الآية رقم 157.

[7] سورة البقرة الآية رقم 248.

[8] سورة المائدة الآية رقم 54.