29 مارس,2024

الحيض وأحكامه (1)

اطبع المقالة اطبع المقالة

تعريف الحيض:

س: ما هو دم الحيض؟…
ج: دم الحيض عبارة عن دم تقذفه المرأة السليمة من الرحم إلى الخارج في أوقات منـتظمة غالباً، بواسطة الفرج الذي هو المخرج المعتاد.
نعم قد يتعذر خروجه من موضعه المعتاد، فيتحول عنه ليخرج من موضع آخر استـثنائي، بسبب الخلقة، أو بسببٍ طارئ صحي.
س: كيف يمكن للمرأة تميـيز أن هذا الدم الخارج دم حيض أو غيره من الدماء التي يقذفها الرحم؟…
ج: يمكنها تميـيز ذلك من خلال رجوعها للصفات التي يعرف دم الحيض من خلالها، بأن يكون أسوداً، حاراً، كثيفاً، يخرج بدفق وحرقة.
وهذه الصفات إنما يرجع إليها في حالة الاشتباه وعدم امكان تميـيز دم الحيض عن غيره، كما سيأتي.

س: ماذا يترتب على الحيض؟…
ج: هناك مجموعة من الأحكام تـترتب على الحيض، سواء خرج من الموضع المعتاد، أم كان خروجه من غيره، سوف تـتم الإشارة إليها في مطاوي البحوث الآتية.
الشروط العامة:
يجب أن تـتوفر عدة أمور أساسية، حتى يمكن الحكم على الدم الخارج بأنه دم حيض، بحيث لو لم تـتوفر هذه الأمور، لن يعتبر هذا الدم حيضاً حتى لو كان في وقت العادة، أو كان موافقاً لصفات الحيض، وهذه الشروط الأساسية هي:

الأول: البلوغ:

فلا يحكم بكون الدم الخارج من المرأة بأنه حيض، إلا إذا حصل بعد البلوغ الشرعي. فإذا رأت الأنثى وقد وصلت مرحلة البلوغ الشرعي، وكان الدم الخارج مستجمعاً لصفات الحيض الأخرى، تحكم بكونه حيضاً.
وكل دم تراه الأنثى قبل بلوغها سن البلوغ الشرعي، وإن كان مستجمعاً لصفات الحيض، إلا أنه لا يحكم بكونه حيضاً، ولا ترتب عليه آثار الحيض.
س: متى يحكم بكون الأنثى بالغة، لتحكم بأن الدم الخارج منها أنه حيض؟…
ج: تبلغ الأنثى بإحدى علامات، منها أن تكمل السنة التاسعة من عمرها، وتدخل في السنة العاشرة. ومرادنا من السنة هنا السنة القمرية.

س: إذا شك في بلوغ الفتاة، وقد رأت دماً مستجمعاً لشروط الحيض، ومتصفاً بصفاته، فهل تعامله معاملة الحيض؟…
ج: إذا شك في بلوغ الفتاة، حكم بعدم بلوغها، وبناءاً على هذا لا يحكم بكون الدم الخارج منها بأنه حيض، وإن كان بصفات الحيض.

الثاني: عدم بلوغ سن اليأس:

وهو السن الذي تيأس المرأة بعده بحكم العادة الغالبة، من إنجاب الأطفال. وقد حدد في الشرع بإكمال سن الخمسين عاماً قمرية، فكل امرأة بلغت الخمسين من عمرها، لا يكون ما تراه من الدم دم حيض.
س: إذا بلغت المرأة سن اليأس، فما هو حكم الدم الذي تراه؟…
ج: إذا بلغت المرأة سن اليأس، ورأت دماً، فإنها تحكم عليه بكونه دم استحاضة، حتى لو كان بصفات دم الحيض.
نعم المرأة القرشية، الأحوط استحباباً لها أن تقوم بالجمع بين أفعال المستحاضة، وتروك الحائض فيما بين الخمسين والستين، إذا توفرت في الدم الخارج منها شروط الحيض، أما إذا لم تـتوفر فيه، فهي استحاضة كبقية النساء.

س: ما هو المراد من الجمع بين أفعال المستحاضة، وتروك الحائض؟…
ج: معنى الجمع بين أفعال المستحاضة، وتروك الحائض: أنه يجب عليها الصوم والصلاة بالنحو الواجب على المستحاضة بحسب وظيفتها من خلال كمية الدم الخارج منها، فتكون من أي قسم من أقسام الإستحاضة الثلاثة، كما يجب عليها أيضاً ترك دخول المساجد، واجتناب ممارسة العلاقة الطبيعية مع الزوج، ونحوهما مما يحرم على الحائض.

س: من هي المرأة القرشية؟…
ج: المرأة القرشية: هي التي تـنـتسب إلى النضر بن كنانة، الجد الأصلي للبطون العربية التي كانت تعيش في مكة، أمثال بني تميم، وبني عدي، وبني زهرة، وبني هاشم، وبني أمية، وغيرهم ممن ذكرهم النساب، فتكون المرأة الفاطمية التي تنـتسب إلى رسول الله(ص) عن طريق ابنـته فاطمة الزهراء(ع) أحد أفراد المرأة القرشية.
س: لما كان غالب الناس لا يهتمون بتحديد أنسابهم البعيدة، فإذا شكت المرأة في أنها قرشية، أو غير قرشية، فبماذا يحكم عليها؟…
ج: إذا شكت المرأة في كونها قرشية، أو غير قرشية، يحكم بعدم كونها قرشية، فتكون مدة حيضها حتى الخمسين، وما بعد الخمسين يكون استحاضة.

الثالث: خروج الدم:

فلا يحكم بالحيض إلا بعد خروجه إلى خارج الفرج، وسبب هذا الشرط أن الدم في بداية نزوله من الرحم قد لا يكون غزيراً، بل يتنقط ببطء شديد ليقطع تجويف (المهبل) الممتد بضعة سنـتمترات تفصل ما بين عنق الرحم، الذي يـبدأ الدم بالنـزول منه، وبين فوهة الفرج التي يخرج منها الدم إلى الخارج، وهذه المسافة تسمى(باطن الفرج)، ومن هنا قد تحس المرأة ببداية خروج الدم من الرحم، ولكنها لا تراه يخرج من الفرج إلا إذا أدخلت قطنة لتكتشف أن الدم موجود في الباطن، فما دام الدم موجوداً في الباطن لا تعتبر المرأة في الحيض أبداً، بل تبقى على ما هي عليه من الصلاة وغيرها.

أما إذا خرج الدم بنفسه وسال بنفسه، أو أنها أدخلت قطنة وخرج عليها دم، ثم استمر الدم في الجريان، أو ظل موجوداً في باطن الفرج، اعتبرت نفسها في الحيض عند توفر باقي الشرائط المطلوبة.
وكما في بداية الحيض كذلك في نهايته، فإن بقاء الدم في الباطن في الأيام الأخيرة من الحيض يل على استمرار الحيض حتى لوا انقطع سيلانه من الخارج.

س: إذا شعرت المرأة بخروج الدم من الرحم، فظنت ابتداء حيضها، فهل يجب عليها إدخال قطنة لتفحص نفسها وتـتأكد من ذلك؟…
ج: لا يجب عليها ذلك، بل إن بإمكانها أن لا تهتم بهذا الشعور، وتبقى على ما هي عليه حتى يخرج الدم من نفسه، وتـتيقن حينئذٍ ببداية الحيض فعلاً، نعم الأحوط استحباباً لها أن تقوم بعملية فحص نفسها في مثل هذه الحالة.