29 مارس,2024

نبذة مختصرة عن السيدة فاطمة المعصومة (ع)

اطبع المقالة اطبع المقالة

س: هل يمكن أن تعطينا نبذة مختصرة عن السيدة فاطمة المعصومة(ع) وبيان شيء من كراماتها؟…

ج: مما يؤسف له أن التاريخ لم ينقل لنا شيئاً يعتد به من سيرة هذه السيدة الجليلة، لكن يمكن لنا أن نتعرف على شخصيتها وعظمتها(ع) من خلال ما ورد فيها من كلمات صادرة عن المعصومين(ع)، وأكتفي هنا بالإشارة إلى ما جاء في زيارتها(ع)، إذ تضمنت التعبير التالي: يا فاطمة اشفعي لي في الجنة، فإن لك عند الله شأناً من الشأن. فلو تأملنا هذه الزيارة وهي صادرة عن إمام معصوم، وهو من المعلوم امتداد للنبي(ص) الذي لا ينطق عن الهوى، بل هو وحي يوحى، نستطيع أن نقرر أن هذه الكلمات الصادرة تحمل في طياتها معنىً عميقاً، يكشف عن أهمية هذه الشخصية ومكانتها عند الله سبحانه وتعالى، وإلا لا معنى لأن يصدر في حقها من قبل المعصوم مثل هذا التعبير.

بل يكفي في بيان جلالة شأنها وعلو مكانتها ما جاء على لسان جدها الإمام الشفيق جعفر(ع) حيث ورد عنه-في حديث-: وإلا لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة.

وجاء عنه(ع) في حديث آخر: ألا إن للجنة ثمانية أبواب، ثلاثة منها إلى قم، تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنة بأجمعهم.

وقد ورد عن الإمام الرضا(ع) أنه قال لأحد أصحابه: يا سعد! عندكم لنا قبر.

قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى(ع)؟…

قال(ع): نعم، من زارها عارفاً بحقها فله الجنة.

وجاء عن الإمام الجواد(ع) أنه قال: من زار عمتي بقم فله الجنة

وعلى أي حال، نشير لما ذكره التاريخ في سيرة هذه الجليلة(ع)، فنقول:

ولدت السيدة المعصومة(ع) في أول شهر ذي القعدة الحرام سنة 173 هجرية، وهي أكبر الفواطم من بنات الإمام موسى الكاظم(ع)، وقد نشأت بداية في أحضان أبيها الإمام الكاظم(ع) ثم تولى رعايتها الإمام الرضا(ع) بعدما تعرض الإمام موسى(ع) للسجن من قبل هارون الرشيد.

هذا وقد ذكرت لها(ع) مجموعة من الكنى، مثل:

المعصومة، الطاهرة، الحميدة، البرّة، الرشيدة، التقية، النقية، الرضية، المرضية، الصديقة، أخت الرضا(ع).

ولا يخفى أن تكنيتها(ع) بالمعصومة يعود لكونها قد حازت ونالت مرتبة العصمة الصغرى، بمعنى أنها قد بلغت مرتبة عالية في السمو والطهارة والارتباط بالله سبحانه وتعالى حتى حازت على هذا الوسام العظيم.

وقد رحلت عن هذه الدنيا وهي في عنفوان شبابها، وقد اختلف في سبب رحيلها عن الدنيا هل أن ذلك بفعل من المأمون العباسي، أم أنه حزناً وكمداً على شهادة الإمام الرضا(ع)، فصلوات الله وسلامه عليها.

ومن كراماتها(ع) ما حصل للمرجع الديني السيد المرعشي النجفي(قده) وهو يحدث بها بنفسه، قال(ره):

في أيام الشباب لما حفت بي المشاكل والصعاب، وأردت تزويج ابنتي، ولم أملك من المال شيئاً، ولا يروغ لي أن أسأل أحداً سوى الله سبحانه وتعالى، فأتيت حرم السيدة المعصومة كريمة أهل البيت(ع) معاتباً ودموعي تسيل على الوجنات وقلبي مفجوع وقلت مخاطباً: سيدتي ومولاتي: كأنما لا تهتمين بي ولا تبالين بأمري، فكيف أزوّج ابنتي ولا شيء عندي؟…ثم أتيت الدار محزوناً فأخذتني الغفوة فرأيت في عالم الرؤيا قد دق الباب ولما فتحته رأيت شخصاً قال: السيدة تريدك، فسرعان ما تشرفت بزيارتها عليها السلام وحين الدخول في الصحن الشريف، رأيت ثلاث إماء يكنسن الرواق الذهبي فسألتهن عن السبب فأجبن، الآن تأتي السيدة، وبعد برهة رأيت مولاتي السيدة المعصومة وكانت نحيفة الجسم صفراء اللون، شمائلها شمائل سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(ع) كما رأيتها من قبل ثلاث مرات، فتقدمت وقبلت يدها-إذ هي عمتي في النسب-فقالت(ع): يا شهاب متى لم نبال بأمرك حتى تعاتبنا وتشكونا، فمنذ دخلت قم فأنت في رعايتنا، فتفطنت وعلمت أني أسأت الأدب، فاعتذرت منها، ثم استيقظت فأتيت الحرم الشريف زائراً معتذراً وسرعان ما انقضت حاجتي عاجلاً وسهل الله أمري.

فإنه لما أراد خرج السيد(قده) من الحرم بعد الزيارة والاعتذار جاءه رجل فقبل يده، ووضع تحت قدمه ظرفاً فيه نقود، وقال: هذه هدية خالصة لكم وذهب، فجاء زوجته وقال لها أشتر ما شئت من جهاز العرس لبنتك، وقد وضع النقود في جيبه من دون أن يعدّها، فاشتروا حاجياتهم وقالوا للسيد اشترينا ما كان ضرورياً، فأخرج الظرف من جيبه فلم يجد فيه شيئاً.