س: هل نصرة الإمام الحسين(ع)، كانت واجبة، أم أن نصرته كانت على نحو التخيـير، فيلزم من ذلك أن الذين لم يلتحقوا به كانوا معذورين، لأن البعض يقول أن نصرته واجبة على من سمع واعيته في اليوم العاشر، أما الذين علموا بخروجه ولم يلتحقوا به، فلا ذنب عليهم؟…
ج: إنما تجب نصرة الإمام المعصوم(ع)، في حالين:
الأول: أن يدعو المعصوم(ع) للجهاد، فهنا يجب الجهاد على الجميع ما عدا من كان معذوراً.
الثاني: أن يكون المقام مقام دفاع عن المهجة الشريفة للإمام(ع)، فيجب على كل أحد أن يـبذل غاليه ونفيسه من أجل الدفاع عن مهجته، والحفاظ على حياته.
ومن خلال ما تقدم يتضح أن المولى أبي عبد الله(ع)، لما لم يخرج داعياً للجهاد، وبالتالي لا ينطبق عليه الحال الأول، وإنما ينحصر اللزوم في الحال الثاني، وهذا يعني أن من سمع واعية الإمام(ع)، يوم كربلاء وجبت عليه نصرته، ووجب عليه الجهاد والدفاع عنه، أما من لم يسمعها، فلا يجب عليه ذلك، والله العالم.
س: ما هو السبب الذي جعل محمد بن الحنفية يتخلف عن نصرة الإمام الحسين(ع)، هل لأن نصرته كانت على نحو التخيــير، أم أن الذي منعه من ذلك هو المرض؟…
ج: المعروف بين أرباب السير والمحققين، أن المانع من خروج محمد بن الحنفية(رض)، هو المرض الذي كان يعاني منه، وهو أقرب للشلل الذي يمنعه من حمل السلاح، على أنه يمكن التمسك بخصوص النصوص، لأنه جاء في بعضها أن الله سبحانه وتعالى قد اجتبى واصطفى أنصار الحسين(ع) في كربلاء من عالم الذر، فلم يكن بينهم محمد بن الحنفية(رض)، لحكمة إلهية، والله العالم.