البيتوتة
المعروف بين الفقهاء أن واحداً من الحقوق الثابتة للزوجين على بعضهما حق البيتوتة، وذلك بأن يبات الزوجان مع بعضهما البعض ليلة واحدة من كل أربع ليال حتى لو لم يكن للزوج إلا زوجة واحدة، وللزوج التصرف في الليالي الثلاث بما شاء.
ولما كان الحق مشتركاً بين الزوجين، جاز لكل واحد منهما مطالبة الآخر به، فكما يحق للزوج مطالبة الزوجة بذلك، فإنه يحق لها أيضاً مطالبته بذلك، ويجب على الآخر الاستجابة متى حصلت المطالبة بهذا الحق من الآخر.
ولو أسقط أحد الزوجين حقه في البيتوتة، كما لو لم يطالب الزوج بذلك، لم يسقط حق الآخر فيها، فيجوز للزوجة المطالبة بحقها في ذلك.
معنى البيتوتة:
والمقصود من البيتوتة، هو أن يبات الزوجان مع بعضهما ليلاً. ولا يعتبر في البيات النوم، بل يكفي في تحققه تواجد الزوجين مع بعضهما في مكان واحد، كالمخدع، أو ما شابه ذلك. فلو كان الزوجان ساهرين مع بعضهما يتحدثان ويتسامران لم يضر ذلك بحصول البيتوتة وتحققها.
ومن خلال أخذ قيدية أن يكون الزوجان مع بعضهما البعض، يتضح عدم تحقق البيتوتة لو كانا متواجدين في بيتين مختلفين.
زمان البيتوتة:
وقد عرفت أن محل البيتوتة هو الليل، فيلزم على كل من الزوجين إعطاء الليل بأكمله للآخر، إلا ما جرت العادة بالتسامح فيه، فلا ينشغل الزوج عن الزوجة مثلاً بأصدقائه وأصحابه.
ولا يوجد تحديد للمقدار المعتبر وجود الزوجين مع بعضهما لصدق البيتوتة، والظاهر أن العرف كما يبدو يحدد ذلك بما قبل منتصف الليل بقليل، فيلزم أن يكون الزوجان مع بعضهما قبل دخول منتصف الليل وحتى طلوع الفجر. ووفقاً لما تقدم، لا يؤدى حق الزوجة في البيتوتة بالمبيت عندها بعد طلوع الفجر مثلاً، لما عرفت أنه يعتبر فيها أن تكون ليلاً.
سهر الشباب في المزارع والديوانيات:
ومن خلال ما ذكر يحسن أن يلفت بعض الشباب لمسألة مهمة، ذلك أن جملة منهم يعمد إلى عدم التواجد في المنـزل خلال الليل، وإنما يكون حضوره بعد طلوع الفجر، وهذا قد يوقعه في المخالفة الشرعية حال فوات حق البيتوتة للزوجة، خصوصاً وأن بعض النساء قد لا تتكلم حفاظاً على بيتها، ورعاية لاستمرار الحياة الأسرية، وليس ذلك رضاً وقبولاً منها بالحال.