التخيير في الحائر الحسيني

التخيير في الحائر الحسيني

 

نص الفقهاء على أن هناك أماكن يتخير فيها المسافر بين القصر والتمام، فإن شاء أن يصلي فيها قصراً صلى وإن شاء أن يصلي فيها تماماً، بل يمكنه أن يصلي فريضة قصراً وفريضة تماماً. نعم التمام أفضل لكن التقصير أحوط.

ومن تلك الأماكن الحائر الحسيني، فيتخير المصلي بين القصر والتمام في خصوص منطقة الحائر المقدس.

 

وقد حدد مقداره السيد السيستاني(دامت بركاته)، بما يحيط القبر الشريف بمقدار خمسة وعشرين ذراعاً من كل جانب، وهي تساوي أحد عشر متر ونصف من كل جانب، ووفقاً لهذا الحساب سوف تدخل بعض الأروقة فتكون مشمولة للتخيير.

نعم لن يدخل الصحن الشريف في هذا الحد، ما يعني أنه لا يتخير فيه المسافر بين القصر والتمام، بل تكون وظيفته فيه القصر.

ومن باب أولى لا يكون التخيير جارياً في كربلاء المقدسة، لما عرفت من تحديد منطقة التخيير بالحائر الحسيني.

 

تنبيهات:

الأول: قد عرفت أن التخيير وظيفة المسافر والمقصود به من تكون وظيفته القصر في السفر، فلا يشمل التخيير ناوي الإقامة عشرة أيام، كما لا يشمل الباقي في كربلاء متردداً ثلاثين يوماً، وأيضاً لا يشمل من كان كثير السفر، فإن الجميع وظيفتهم الصلاة تماماً.

 

الثاني: يختص التخيير المذكور بالصلاة فقط، فلا يشمل الصوم، فالمسافر وظيفته الإفطار حتى لو كان في كربلاء وفي الحائر الحسيني.

 

الثالث: لا يجري التخيير المذكور في صلوات القضاء التي وجبت على المكلف ولم يؤدها، فلو كان المكلف مشغول الذمة بصلوات يلزمه قضاءها، وأراد قضائها في الحائر الحسيني وجب عليه قضاؤها كما وجبت عليه، فلو كانت تماماً قضاءها تماماً ولو كانت قصراً قضاءها قصراً.

 

الرابع: قد عرفت ذكر الأعلام أن التمام أفضل والقصر أحوط، وهذا التعبير راجع للأدلة، فبسبب وجود نصوص عديدة دالة على التمام في هذه الأماكن عبر الفقهاء بأن التمام أفضل، وأما التعبير بأن القصر أحوط، فلأن وظيفة المسافر هو التقصير، وهناك من يشكك في نصوص التمام، لذا قالوا بأن القصر أحوط.

 

وعلى أي حال، الأحوط للمكلف أن ينتخب القصر على التمام.

 

 

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة