التوكل على الله

لا تعليق
من القلب إلى القلب
191
0

التوكل على الله

 

من الفضائل الإسلامية الحسنة التي ندب إليها الشارع المقدس من خلال الآيات القرآنية والروايات المباركة فضيلة التوكل على الله سبحانه وتعالى. فيحسن بالمؤمن أن يكون متوكلاً على الله عز وجل في جميع شؤونه وأموره وما يرتبط بحياته. قال الإمام الصادق(ع): من أعطي ثلاثاً لم يمنع ثلاثاً: من أعطي الدعاء أعطي الإجابة، ومن أعطي الشكر أعطي الزيادة، ومن أعطي التوكل أعطي الكفاية.

 

حقيقة التوكل:

ويخطئ من يعتقد أن التوكل يعني إغفال الأسباب والوسائل الموجبة لحصول المنفعة ودفع المضرة، فيقف الإنسان في كل مشكلة وأزمة تقابله مكتوف اليدين دون عزم أو إرادة حيال ذلك بحجة كونه متوكلاً على الله تعالى.

إن التوكل يعني الثقة بالله عز وجل والركون إليه دون غيره من سائر الموجودات والأسباب، لأنه تعالى مصدر كل خير ومسبب الأسباب.

 

ولا ينافي التوكل عليه سبحانه لجوء الإنسان للأسباب الطبيعية والوسائل الظاهرية، من أجل تحقيق أهدافه ومصالحه، كاستعمال الأدوية الوقائية من الأمراض، والتحرز من المضار والأخطار وأخذ الحيطة والحذر من الأعداء، والسعي لطلب الرزق، والرغبة في تحسين الحال المعيشي والوضع الحياتي، وغير ذلك. فإنها اسباب ضرورية لحماية الإنسان وانجاز غاياته، وتحقيق مقاصده.

 

ويساعد على ذلك قصة الأعرابي الذي كان في عصر الرسول الكريم محمد(ص)، عندما ترك ناقته بباب المسجد ودخل للصلاة مع رسول الله(ص) بتوهم أنه متوكل على الله تعالى، فضاعت منه، فقال له(ص)، مبيناً له حقيقة التوكل وأنه لا ينافي الأسباب الطبيعية: اعقلها وتوكل. أي اعتمد على الأسباب الظاهرية ثم توكل على الله سبحانه وتعالى.

 

درجات التوكل:

وليس التوكل مرتبة ودرجة واحدة، بل هو درجات حسب درجات الإيمان لما بينهما من تمام العلاقة والارتباط، فكل درجة من الإيمان تشير لمرتبة من مراتب التوكل، فيزداد توكل الإنسان وترتفع درجته عنده متى كان ايمانه عالياً وفي درجة عالية من النشاط الروحي والعلاقة مع الباري تعالى، ويضعف توكله متى ضعف وازعه الروحي، وقل ارتباطه بالله سبحانه، وهكذا.

وهذا يفسر لنا وجود بعض الناس الفاقدين للتوكل على الله تعالى بسبب ضعف إيمانهم، وقلة الجانب الروحي لديهم.

 

تحصيل التوكل:

ويتم الحصول على هذه الفضيلة من خلال وسائل:

منها: تقوية الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والثقة بحسن صنعه وحكمة تدبيره. وأنه مصدر الخير ومسبب الأسباب وأنه على كل شيء قدير.

ومنها: الالتزام بالدعاء منذ أول النهار وحتى آخر الليل، فيبدأ يومه بالتوكل على الله، كما يختم يومه بذلك أيضاً.

ومنها: المداومة على الذكر، وهو حسبنا الله ونعم الوكيل، فقد ورد عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: عجبت لمن خاف وكيف لا يفزع إلى قوله:- (حسبنا الله ونعم الوكيل) فإني سمعت الله يقول عقيبها:- (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء).

 

تعليقات الفيسبوك

التعليقات مغلقة