29 مارس,2024

س: كيف تكون تعزية الفاقدين بفقيدهم؟

اطبع المقالة اطبع المقالة

تعزية الفاقدين

 

 

س: كيف تكون تعزية الفاقدين بفقيدهم؟

 

ج: من المستحبات التي نص عليها في فتاوى الأعلام(رض)، تسلية المصاب، وتعزيته في فقيده، فقد ورد عن الرسول الأعظم محمد(ص) أنه قال: من عزى حزيناً كسي في الموقف حلة يحبّر بها. وجاء عنه(ص) أيضاً أنه قال: من عزى مصاباً كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيء.

 

ولم يحدد وقتها فيجوز إتيانها قبل دفن المتوفى كما يجوز إيقاعها بعد دفنه وإن كان الإتيان بها بعد الدفن أفضل من إتيانها قبله. كما لم تحدد لها كيفية معينة، فيرجع في تحديد كيفيتها إلى العرف، فكل ما قرر أنه مصداق لتحققها كان كافياً في حصولها. نعم الظاهر أن أدنى مرتبة تتحقق بها أن يراه صاحب المصاب، لما ورد عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: كفاك من التعزية أن يراك صاحب المصيبة. ولا يبعد اختلافها حسب الأمكنة والأزمنة.

 

وبناءً على ما تقدم، لن تكون قراءة القرآن أو الاسترحام محققة لها، بل تصدق بدونهما، فلا يلزم المؤدي لها أن يفعلهما أثناء أدائها، كما أنه يتحصل على ثواب التعزية من دونهما، نعم الأفضل هو فعلهما، بل قد يجبان بالحكم الثانوي، كما لا يخفى.
كما أنها لن تكون منحصرة بالقول، بل يمكن تحققها بالكتابة أيضاً كإرسال رسالة مكتوبة، أو بواسطة بعض وسائل التواصل الإجتماعي، كما يمكن وقوعها بالفعل كذلك، كما لو مسح يده على رأس اليتيم مثلاً، أو قام بتقبيله رحمة منه به وشفقة على ما أصابه.

 

وكما لم ترد لها كيفية خاصة، كذلك لم تحدد لها مدة زمنية، فيجوز الجلوس للتعزية من دون حدّ خاص، نعم حدّها بعضهم بيومين أو ثلاثة، وذكر بعضهم كراهة الزيادة على يوم واحد، لكنه لم يثبت ما يدل علىالتحديد، فيبقى الأمر على المحبوبية، خصوصاً إذا كان الجلوس بقصد قراءة القرآن، والدعاء، فضلاً عن قراءة مصاب المولى أبي عبد الله الحسين(ع).

 

وتكره التعزية إذا أوجبت تجديد حزن، قد نسي. كما لو فقد شخص عزيزاً، ولم يلتقه أحد المعزين، فأراد تعزيته، وكانت تلك التعزية موجبة لتجدد المصاب على الفاقد، فالأولى حينئذٍ تركها.

 

ولا يخفى أن التعزية من الأحكام التوصلية، فلا يعتبر فيها قصد القربة، كما لا يعتبر ذلك أيضاً في إقامتها، وإن كان قصدها أفضل.

 

ولو دار الأمر بين قراءة الفاتحة مكرراً، وبين قراءة القرآن بقدرها، فالأفضل هو قراءة الفاتحة.

 

والظاهر أنه لا إشكال في إقامة الأربعين للمتوفى، وقد يعتبر من موارد التعزية، ومثل ذلك إقامة السنوية، والله العالم.

 

 

من جوار الرضا(ع)