19 مارس,2024

قراءة السورة في الفريضة والنافلة

اطبع المقالة اطبع المقالة

قراءة السورة في الفريضة والنافلة

لا ريب في وجوب قراءة المصلي في الركعة الأولى والركعة الثانية من كل صلاة فريضة ونافلة سورة الفاتحة، وقد وقع الخلاف بين الفقهاء في وجوب قراءة سورة كاملة بعدها في الفريضة على أقوال ثلاثة:

الأول: البناء على لزوم قراءة سورة كاملة بعد الفاتحة في الفريضة، سواء كان ذلك بنحو الفتوى كما قال بذلك الأستاذ الشيخ الوحيد(دامت بركاته)، أم كان ذلك بنحو الاحتياط الوجوبي كما عليه مثلاً السيدان الجليلان الخوئي(قده)، والسيستاني(دامت أيام وجوده المبارك).

 

الثاني: البناء على عدم وجوب قراءة سورة كاملة بعد الفاتحة، وإنما يستحب قراءتها بعدها في الفريضة، وقد أختاره السيد الزنجاني(دامت بركاته).

الثالث: البناء على لزوم قراءة بعض السورة بعد الفاتحة في الفريضة، وليس تمام السورة.

 

وعلى أي حال، تعدّ قراءة الفاتحة والسورة بعدها بناءً على لزوم الاتيان بها، من واجبات الصلاة وليست من أركانها، ومعنى ذلك أنه إذا أخل بها عمداً بطلت صلاته، ويكون الإخلال بذلك بأنحاء ثلاثة:

الأول: النقيصة، بأن يتعمد ترك الفاتحة من الصلاة مثلاً.

الثاني: بأن يتعمد زيادتها بدون قصد القرآنية.

الثالث: أن يتعمد الإخلال بالترتيب المعتبر، وذلك بأن يقوم بتقديم قراءة السورة على قراءة الفاتحة.

 

وأما لو كان الاخلال بالترتيب بينهما سهواً مثلاً، فهنا حالتان:

الأولى: أن يلتفت إلى ذلك قبل الركوع، فإن كان لم يقرأ الفاتحة بعد السورة وجب عليها أن يقرأها، ثم يقرأ السورة بعدها، أما لو كان قد قرأ الفاتحة بعدها فيلزمه إعادة السورة من جديد وتصح صلاته.

الثانية: أن يلتفت إلى ذلك بعد الركوع، فلا يلزمه عندها القراءة، بل عليه إكمال صلاته ويحكم بصحتها.

 

ولا يختلف الحال لو نسي قراءة الفاتحة والسورة أو نسي قراءة إحداهما، فإن تذكر ذلك قبل الركوع أتى بالمنسي وفق الترتيب المعتبر، أما لو تذكر ذلك بعد الركوع أتم صلاته ولا شيء عليه.

القراءة في النافلة:

ويختلف الحال بالنسبة للقراءة في النافلة، فلا يجب على المصلي قراءة سورة كاملة فيها، بل ولا يجب قراءة بعض السورة أيضاً، فيمكن لمصلي النافلة الاقتصار فيها على قراءة الفاتحة فقط حتى لو أصبحت النافلة واجبة بنذر ونحوه.

نعم هناك بعض النوافل تعدّ السورة شرطاً مقوماً لصحتها، وليست شرط كمال فيها، كصلاة جعفر الطيار، وصلاة ليلة القدر، وصلاة الوتر، وصلاة الشفع، بل إن الاتيان فيها بسور خاصة معينة منصوصة يزيد في ثوابها وفضلها، وإن كان يمكن الاتيان بأي سورة شاء.

 

ولذا يلزم لمن صلى شيئاً من هذه الصلوات الاتيان بالسورة بعد قراءة الفاتحة، وإلا لم يصدق عليه أنه قد صلاها، فلو أراد المصلي أداء صلاة جعفر الطيار(رض)، يلزمه قراءة سورة كاملة بعد قراءة الفاتحة، فلو لم يقرأ سورة كاملة لم يصدق عليه أنه قد صلى صلاة جعفر، نعم لا يلزمه قراءة سورة معينة بخصوصها، وإن كانت قراءة سورة الزلزلة في الركعة الأولى، وقراءة سورة العاديات في الركعة الثانية، وقراءة سورة النصر في الركعة الثالثة، وقراءة سورة التوحيد في الركعة الرابعة يضيف ثواباً للمصلي.