19 مارس,2024

نحو زواج ناجح

اطبع المقالة اطبع المقالة

 

زواج ناجح

 

العلاقة الزوجية رباط مقدس اعتنى به الشارع المقدس وأولاه أهمية خاصة، ومن المعلوم حاجة هذا الرباط إلى عناصر تؤثر في نجاحه، وتوجب استمراره:

منها: العلاقة العاطفية المتبادلة بين الزوجين:

فإنها بمثابة الماء الذي يسقي الزرع، ويساعده على النمو والاستمرار في الحياة، وقد أشارت لذلك النصوص فقد ورد عن الإمام الصادق(ع) قال: قال رسول الله(ص): قول الرجل للمرأة أني أحبك، لا يذهب من قلبها أبداً.

ولعل الإشارة لصدور ذلك من الرجل دون المرأة لعدم غرابة صدور ذلك منها، إلا أن بعض الرجال قد يعتقد أنه لا يليق بشأنه أن يصدر ذلك منه، وربما عدّه أمراً مستهجناً، لذا جاء هذا النص السابق ليرد على هكذا تصورات خاطئة ويؤكد على ضرورة هذا الجانب في العلاقة الزوجية.

ومما يؤسف له أن تفتقر حياة بعض الأزواج لمثل هذه الكلمات طيلة حياتهم. ولا موضوعية لكلمة أحبك، فيمكن تأدية ذلك بكل ما تشعر به الزوجة أنها محط عناية وتقدير عند الزوج، مثل كلمة الإعجاب والتميز والمدح والإطراء وما شابه ذلك.

 

ومنها: المرونة في العلاقة:

بأن يعيش الزوجان حالة التسامح والعفو، فيقبل كل منهما اعتذار الآخر ويغفر له ويعفو عنه، لأن الإنسان ليس معصوماً ولا يتجرد عن الخطأ والسهو والنسيان، فيقبل الزوج عذر زوجته على ما صدر منها، ويعفو لها خطأها وهي أيضاً تطالب بذلك، ولقد ذم أهل البيت(ع) المرأة التي لا تقبل عذراً لزوجها، فقد جاء عن النبي(ص) أنه قال: ولا تقبل عذراً، ولا تغفر ذنباً.

ولا موضوعية للزوجة، فإن العرف لا يرى خصوصية لها، وهذا يعني أن الذم شامل للزوج الذي يكون متصفاً بذلك.

 

ومنها: المداراة وحسن العشرة:

بأن يبحث كل منهما عن كل ما يوجب الراحة والسعادة والاستقرار، فيقوم الزوج بالسعي لتوفير جميع سبل السعادة للزوجة واجتناب كل اسباب النفور والشقاق، والزوجة أيضاً تقوم بذلك، فتعمد إلى توفير سبل الراحة النفسية والبدنية للزوج وتخفيف أعباء الحياة.

 

ومنها: حسن الخطاب والحوار:

تنشأ النفرة بين الزوجين غالباً من لغة الخطاب وطريقة الحوار بينهما، لأن الخطاب لا يخلو عادة عن العتب واللوم وقد يبلغ حد التقريع والتوبيخ، مضافاً إلى منهجية الحوار المتبعة خلال هذا الخطاب والتي لا تخلو عن الصراخ، وهذا خلاف ما دعت إليه نصوص المعصومين(ع)، فهذا أمير المؤمنين(ع) يقول: وأحسنوا لهن المقال.

وكما أن الزوج مطالب أن يحسن المقال مع زوجته، كذلك الزوجة مطالبة بذلك أيضاً. كما أنها مطالبة بانتخاب الأوقات الخاصة التي تدير فيها الحوار مع زوجها.

 

ومنها: عدم الإغراق في التوقعات:

من أبرز الأسباب لانفصام العلاقة الزوجية، حالة التوقع العالي التي تكون عند الزوجين سيما في بداية الحياة الزوجية، ذلك أن كلاً منهما يتوقع أموراً من الآخر، ويحبط جراء فقدانها وعدم الحصول عليها، ومن الطبيعي أن يكون هذا موجباً للنفرة والشقاق بينهما، وحتى تستمر هذه العلاقة لا ينبغي أن يتوقع كل منهما من الآخر ما هو خارج عن إطار قدرته وطاقته، وهذا يعني أن يعرف الطرفان قدرات كل منهما.

وهناك أمور أخرى دخيلة في الغرض نشير إليها إجمالاً، كالتعاون بين الزوجين، والترويح على العيال، والتعقل، وحسن الإدارة.

وخير ما يختم به الحديث ما جاء في وصية الصديقة الطاهرة السيدة الزهراء(ع) لمولانا أمير المؤمنين(ع) حيث قالت: يا بن عم، ما عهدتني كاذبة، ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني