28 مارس,2024

ما معنى: التمام أفضل والقصر أحوط؟

اطبع المقالة اطبع المقالة

التمام أفضل والقصر أحوط

س: ما هو معنى ما جاء في كلام غير واحد من الأعلام(رض): الإتمام أفضل والتقصير أحوط؟

ج: ورد هذا التعبير في كلمات الأعلام(ره) في بحث صلاة المسافر عند حديثهم عن وظيفة المسافر في أماكن التخيير الأربعة المعروفة: مكة المكرمة والمدينة المنورة والحائر الحسيني، ومسجد الكوفة ومدينتها-على قول-
ومن المعروف أن القاعدة الأولية تقضي بلزوم التقصير على المسافر متى توفرت فيه شروط معينة مذكورة في محلها، إلا أنه قد رفعت اليد عن ذلك وحكم بالتخيير بين القصر والتمام له في هذه الأماكن، ولم يخالف إلا الصدوق وابن البراج(ره)، فقالا بلزوم القصر عليه فيها أيضاً شأنها شأن بقية الأماكن الأخرى من دون فرق.

وقد كان الموجب لرفع اليد عن القاعدة المذكورة والإلتزام بالتخصيص لما دل على أن وظيفة المسافر القصر، نصوصاً  عدة وردت في المقام، ففي مرسل الصدوق الجزمي قال: قال الصادق(ع): من الأمر المذخور إتمام الصلاة في أربعة مواطن: مكة، والمدينة، ومسجد الكوفة، وحائر الحسين(ع). وفي معتبر حماد بن عيسى عن أبي عبد الله(ع) أنه قال: من مخزون علم الله الإتمام في أربعة مواطن: حرم الله، وحرم رسوله(ص)، وحرم أمير المؤمنين(ع) وحرم الحسين بن علي(ع).

ووفقاً لما تقدم يتضح أن التعبير في كلمات الأعلام بأن القصر أحوط لكونه جارياً على وفق القاعدة، مع وجود محتملات تشكك في تمامية النصوص المذكور لجهة من الجهات كصدورها لمصلحة خاصة، أو غرض معين، وما شابه ذلك، أو عدم صلاحيتها لرفع اليد عن القاعدة بسبب مانع من الموانع. مضافاً إلى أن القصر أقرب لإحراز الواقع على كل حال وأفرغ للذمة.

وقولهم أن التمام أفضل يشير إلى وجود نصوص كثيرة ومشهورة بين الأصحاب، لا موجب لرفع اليد عنها واسقاطها عن الإعتبار، خصوصا وأن نصوص القصر لا تمنع من العمل بها، لإمكانية التوفيق بينهما بالعمل بكليهما فيقصر المسافر في كل مكان، ويتخير في الأماكن الأربعة والتمام أفضل، والله العالم.