19 مارس,2024

تحديد وقت الفضيلة لكل فريضة بالساعة

اطبع المقالة اطبع المقالة

تحديد وقت الفضيلة لكل فريضة بالساعة

 

شيخنا العزيز أبو أحمد

اذا أمكن توضيح هذه المسألة الواردة في موقع السيد السيستاني، واذا أمكن أيضا تحديد الوقت بالساعة.

ورحم الله والديكم

 

السؤال: اذا كان للفرائض اليومية وقتان وقت لا يجوز تأخير الصلاة عنه كالغروب بالنسبة للظهرين مثلاً ووقت يحسن الاتيان بالفريضة فيه ، فما هو وقت الفضيلة للفرائض بالتحديد ؟

 

الجواب: وقت فضيلة الظهر بين الزوال وبلوغ الظل أربعة أسباع الشاخص والأفضل ـ حتى للمتنفل ـ عدم تأخيرها عن بلوغه سبعيه ، ووقت فضيلة العصر من بلوغ الظل سبعي الشاخص إلى بلوغه ستة أسباعه، والأفضل ـ حتى للمتنفل ـ عدم تأخيرها عن بلوغه أربعة أسباعه ، هذا كله في غير القيظ – أي شدة الحر – وأما فيه فلا يبعد امتداد وقت فضيلتهما إلى ما بعد المثل والمثلين بلا فصل ، ووقت فضيلة المغرب لغيرالمسافر من المغرب إلى ذهاب الشفق وهو الحمرة المغربية ، وأما بالنسبة إلى المسافر فيمتد وقتها إلى ربع الليل ، ووقت فضيلة العشاء من ذهاب الشفق إلى ثلث الليل ، ووقت فضيلة الصبح من الفجر إلى أن يتجلل الصبح السماء ، والغلس بها أول الفجر أفضل كما أن التعجيل في جميع أوقات الفضيلة أفضل على التفصيل المتقدم .

 

ج: المقصود من الزوال هو لحظة بداية ميل الشمس نحو الغروب عن الوقت المنتصف نهاراً ما بين طلوع الشمس وغروبها، بحيث إذا قسم عدد الساعات والدقائق كان أول النصف الثاني منها بداية الوقت لصلاة الظهر، ويعبر عنه بالزوال.

ولعل التعبير عنه بالزوال بلحاظ زوال الظل وانعدامه من جهة الغرب كأثر لوجود الشمس إلى جهة الشرق، حيث يبدأ تجدد الظل لجهة الشرق كأثر لميل الشمس نحو الغرب.

 

وقد أوضح السيد الشهيد(ره) حصول الزوال فذكر أنه عندما تطلع الشمس من المشرق يحصل ظل لكل جسم، ويحدث هذا الظل في الجهة المقابلة للشمس دائماً، فإذا افترضنا جداراً واقعاً بين نقطتي الشمال والجنوب تماماً كان لهذا الجدار في بداية النهار ظل في الجانب المقابل لجهة الشمس أي في جانب المغرب، وأما جانب المشرق منه فلا ظل فيه، لأنه مواجه للشمس، وكلما ارتفعت الشمس تقلص الظل الغربي للجدار وانكمش، وعند الزوال ينعدم بالنسبة إلى جهة المغرب، لا أنه ينعدم من الأساس بصورة نهائية، بل يتطرف ويميل إلى الشمال أو الجنوب. وعندها يبدأ ظل شرقي أي في جانب المشرق للجدار، فإذا لوحظ انعدام الظل في جانب المغرب وحصل في جانب المشرق، يعرف عندها أن وقت الظهر قد دخل، لحصول الزوال.

 

وقد أشار(قده) أيضاً إلى كيفية احتساب وقت فضيلة صلاة الظهر من خلال قياس امتداد الظل الذي يحدث لكل جسم، ويمتد نحو المشرق بعد زوال الشمس وميلها نحو المغرب، وأوضح ذلك بأنه إذا افترض جدار ممتد بين الشمال والجنوب تماماً بحيث يفصل خطه على الأرض بين نقطة الشروق ونقطة الغروب من الوسط تماماً بخط مستقيم، فإن هذا الجدار سوف يكون له عند طلوع الشمس في المشرق ظل في جانب المغرب، وعند الظهر يتقلص هذا الظل من جانب المغرب نهائياً، وكثيراً ما يبقى في نقطة الشمال -كما في العراق- أو الجنوب بالنسبة إلى الحائط، ثم يحدث في جانب المشرق على عكس ما كان تماماً في بداية النهار، ويتزايد في جانب المشرق باستمرار إلى غروب الشمس.

 

وعلى أي حال، فقد حدد سماحة السيد(دامت أيام بركاته) وقت فضيلة الظهر ببلوغ الظل أربعة أسباع الشاخص،  والمقصود من بلوغ الظل أربعة أسباع الشاخص يعني أن يصبح الظل من العمود أو الإنسان بمقدار أربعة من سبعة أجزاء طوله بعد حصول الزوال. ومنه تعرف مقدار الفضيلة لو كان المعيار في القياس على الجدار أيضاً.

 

وأما تحديد وقت الفضيلة لصلاة الظهر بالساعات فوفقا لما أفاده بعض المختصين أنه في مثل أيام الصيف تكون قريبة من ثلاث ساعات وقد حددها بساعتين وخمسين دقيقة، وهي تختلف باختلاف فصول السنة.

وبنفس الطريقة التي عرضت لمعرفة وقت فضيلة صلاة الظهر يعرف وقت فضيلة صلاة العصر، فلا حاجة للتكرار.

 

وأما وقت فريضة صلاة المغرب فيبدأ من حصول الغروب حتى ذهاب الشفق، وقد فسره السيد(دامت أيام بركاته) بذهاب الحمرة المغربية، لأن للشمس حمرتين عند غروبها:

 

الأولى: الحمرة المشرقية: وهي التي ترى جهة المشرق، ويعبر عنها بالحمرة المشرقية.

الثانية: الحمرة المغربية: وهي التي تكون في جهة المغرب، ويعبر عنها بالحمرة المغربية، وهي التي جعلها السيد(أطال الله في عمره الشريف) نهاية وقت فضيلة صلاة المغرب. وقد قدر هذا الوقت أعني من الغروب حتى ذهاب الحمرة المغربية بساعة تقريباً من غروب الشمس، هذا بالنسبة لغير المسافر وأما بالنسبة إليه فإن وقت الفضيلة يمتد إلى ربع الليل، وسوف يأتي كيفية احتسابه.

 

وقد حدد وقت فضيلة العشاء من ذهاب الحمرة المغربية حتى الثلث الأول من الليل، ومعرفة ذلك تعتمد على تحديد الليل من حيث الابتداء والانتهاء، وقد وقع الخلاف في مبتدأه وفِي منتهاه، فالمعروف أنه الفترة الزمنية الواقعة بين غروب قرص الشمس إلى طلوع الفجر، وقال السيد الخوئي(ره) إلى طلوع الشمس، فلو كانت المدة الزمنية تساوي اثني عشر ساعة، فإن وقت فضيلة صلاة العشاء يبدأ من ساعة من غروب الشمس تقريباً ويستمر لمدة أربع ساعات. ومنه تعرف وقت فضيلة المغرب للمسافر

فإنه يستمر لمدة ثلاث ساعات بعد غروب الشمس اذا كانت مدة الليل اثني عشر ساعة.

 

ومن خلال ما تقدم ذكره في تحديد الليل يعرف وقت منتصف الليل، نعم يختلف الحال في تحديده بالنسبة للمبيت في منى ذلك أن السيد الخوئي(ره) لا يخالف الأعلام في كون الحساب من سقوط قرص الشمس حتى مطلع الفجر.

وأما وقت فضيلة صلاة الفجر، فقد حدد(أطال الله في بقائه) نهايته بتجلل الصبح في السماء، وهذا يستوجب معرفة حقيقة الفجر، وقد شرح في كلماتهم بأنه ضوء الصباح الذي يسبق طلوع الشمس، وهو قسمان في كلمات الفقهاء:

 

الأول: الفجر الكاذب، وهو الضوء الذي يبدأ في الأفق بياضاً ويتخذ هذا البياض شكل مستطيل يمتد إلى أعلى كعمود أبيض يحوطه الظلام من الجانبين، ولا يصح إيقاع صلاة الفجر عند تحققه وحصوله، لأنه لم يدخل وقت صلاة الفجر أساساً.

الثاني: الفجر الصادق، وهو البياض الذي يبدأ بالانتشار في الفضاء افقياً ويشكل ما يشبه الخيط الأبيض الممتد مع الأفق ويستمر في الانتشار طولاً وعرضاً. وهذا البياض الذي يمتد افقياً ويصبح متميزاً عن ظلمة الليل هو الفجر الصادق.

 

وقد عرفت امتداد وقت الفضيلة إلى تجلل الصبح في السماء، ويكون ذلك عند ظهور حمرة في الأفق ناحية المشرق تمهيداً لطلوع الفجر، وهذا يختلف باختلاف الفصول كما عرفت، فلو كان

بين طلوع الفجر الصادق وطلوع الشمس ساعة مثلاً فإن وقت الفضيلة يمتد قرابة الخمس وأربعين دقيقة تقريباً.

 

نعم قد ذكر(دامت بركاته) أن الغلس بها أفضل، والمقصود بذلك وقت العتمة يعني في أول وقتها وإن كان وقت الفضيلة ممتداً لقريب طلوع الشمس.

ولا ينحصر استحباب التعجيل بالإتيان بالفريضة في أول وقتها بصلاة الفجر، بل يجري في جميع الفرائض فيستحب التعجيل بها بأدائها في أول وقتها وإن كان وقت الفضيلة لها مستمراً.

 

وقد تحصل من خلال ما تقدم، أنه يمكن تقريب وقت الفضيلة للفرائض بالساعات كالتالي:

 

١-وقت فريضة الظهرين، يستمر في بعض أيام السنة مدة ساعتين وخمسين دقيقة.

٢-وقت فضيلة صلاة المغرب يستمر مدة ساعة تقريباً.

٣-وقت فضيلة صلاة العشاء يستمر مدة اربع ساعات لو كان مدة الليل اثني عشر ساعة.

٤-وقت فضيلة صلاة الصبح يستمر إلى قبل ظهور الحمرة ناحية المشرق والتي تظهر قبل طلوع الشمس، وهو يعادل خمسة وأربعين دقيقة تقريباً.

 

وبعيداً عما لأداء الصلاة في وقت الفضيلة من امتياز وفِي ذلك من الأجر والثواب، فإنه يخشى انطباق عنوان الاستخفاف بالصلاة لمن أخرها عن أول وقتها، فضلاً عن وقت الفضيلة، كما أشير لذلك في بعض أجوبة السيد السيستاني(دامت أيام بركاته)، في بيان الاستخفاف بالصلاة، حيث قال: أن يؤخرها عن أول وقتها من دون عذر شرعي ولا عرفي، بل من باب عدم الاهتمام بها، والله العالم.