29 مارس,2024

الدرس الأول - وضع المنبر النسائي

اطبع المقالة اطبع المقالة

لا يخفى على أحد أهمية الدور التبليغي والإصلاحي في المجتمعات الإنسانية التي يسعى من خلاله،إلى الرقي بالإنسان إلى مستوى التكامل،الذي أراده الله سبحانه وتعالى له.

ومن الواضح أن أحد أهداف بعثة الإنبياء،وإقامة الأولياء والحجج،هو هذه الغاية،بل يصرح القرآن الكريم أن الهدف الأساس الذي خلق الله سبحانه وتعالى الخلق،يتمثل في عبادته.

ولا يمكن للمكلفين تحقيق عبادة الله سبحانه ما لم يكونوا على معرفة ودراية،بما هو المطلوب منهم.

ولذا تأتي مسألة الحاجة للمعرفة،والإطلاع،في الجوانب المتعددة،حيث أن النهم المعرفي لا يتوقف عند حد،بحيث يقتصر طالب المعرفة على الجانب الفقهي،أو الجانب العقدي،بل يتعدى إلى أكثر من ذلك،فيحاول أن يحيط بكل ما يمكنه الإحاطة به،فيرغب التعرف على المسائل العلمية والفكرية،بل حتى المسائل السياسية،مضافاً إلى معرفته بالمسائل الفقهية والعقدية.

وهذا النهم المعرفي الموجود عند المكلفين في محاولة منهم لتحقيق المسؤولية المناطة بهم من قبل الباري سبحانه،يحتاج إلى روافد تقوم بتغذيته وتنميته،ومحاولة الرقي به إلى الإمام والسير به قدماً.

ومن أبرز الروافد الثقافية التي يعتمد عليها المجتمع الشيعي،المنبر الحسيني،لما يقدمه لأبناء الطائفة من ثقافة تسعى للتكامل في جوانب متعددة،ومختلفة.

وهذا بنفسه صار مدعاة إلى النظر إلى المنبر نظرة خاصة،وإلى ما يقدمه في هذا المجال.

فالنـتيجة التي نصل لها في البداية المكانة الخاصة التي يحتلها المنبر في الوسط الشيعي،من الناحية الفكرية،لما يمثله من الرفد للمجتمع.

كما أن للمنبر مكانة خاصة لكونه يمثل أحد عناصر الربط بين المجتمع وبين قادته الفعليـين،وهم أهل البيت(ع)من خلال ذكره لمناسبات ولادتهم،أو مناسبات شهادتهم.

وهذا بنفسه يقوى عرى المعرفة والإرتباط بين الأمة وبين الأئمة(ع)،هذا كله فضلاً عما يـبـتغيه الحاضر تحت المنبر من الأجر والثواب الذي ورد الحديث عنه في الروايات الواردة عن أهل البيت(ع).

ولهذا يمكننا القول بأن المنبر الحسيني،يحقق الغاية المطلوبة لكل الأفراد،إذ أنه يحقق لمن أراد الإطلاع والمعرفة،ذلك لكونه يمثل مدرسة ثقافية سيارة.

كما أن الذي ينشد الأجر والثواب،ويسعى من الحضور تحته إلى التقرب إلى الله سبحانه وتعالى،فإن المنبر طريقه إلى ذلك.

وهذا الذي ذكرناه ونركز عليه،صار يستدعي أن يكون المنبر الموجود خارجاً بمقدار المسؤولية الملاقاة على عاتق مرتقيه،ونحن هنا لا نود التشكيك في القدرات التي يمتلك مرتقوا المنبر،بل نحن لا ننكر الجهود المحمودة التي يـبذلونها في سبيل ذلك،لكننا نود القول بأن هناك جهوداً يمكن الإستفادة منها وطاقات مخزونه بعد لم تـتفجر في الخارج.

وعلى أي حال،نحن هنا نود أن نسلط الضوء على واقع المنبر النسائي بالخصوص،والدور الملقى عليه.

وضع المنبر النسائي:

لا زال المنبر النسوي عندنا اليوم يحمل هيئة خاصة على ما كان عليه سابقاً،فهو بعد لم يتعد تلك الكيفية التي كان عليها سابقاً،فنراه يتضمن الكثير من القضايا التي يتأمل في ثبوتها تاريخياً،بل ربما كانت مؤلفات منقولة،لم يثبت ورودها عن أحد الأئمة المعصومين،فضلاً عن كونها صادرة عنهم،كما أنها غير منقولة من كتاب أحد العلماء الأبرار،بل هي مؤلفة كتبها أحد الكتاب،وربما كانت له غاية من كتابتها.

نعم يجدر بنا ونحن في صدد أخذ اطلالة على المأتم النسوي،أن نشير إلى النواحي الإيجابية وما أكثرها فيه،حيث لا زال هذا المنبر يحتفظ بالرابط الولائي الشديد لأهل البيت(ع)،من خلال تكرار ذكر فضائلهم،وتكرار ذكر كراماتهم،كما أننا نلمس فيه على بساطة محتواه شدة الرابط الوثيق بين الحاضرين فيه فضلاً عن المقيمين له،مع المعصومين(ع).

محاولة الرقي:

وعلى أي حال،هذا بنفسه صار يستدعي أن تكون هناك محاولة للرقي بالمنبر،وأقول،تطوير المنبر،ولسنا بصدد تغيـيره،إذ كما أشرت قبل قليل أن للمنبر النسوي عندنا مجموعة من الإيجابيات التي ينبغي علينا الحفاظ عليها،وفي نفس الوقت علينا أن نسعى إلى تلافي النقاط الغير إيجابية وتحسينها ليكون المنبر أكثر فائدة.

ولهذا نحن نحاول في هذه الدروس السعي إلى كيفية تلافي هذه السلبيات ومحاولة تحويل المنبر بأكمله إلى مدرسة سيارة تربطنا بأهل البيت(ع)لنكون من السائرين على نهجهم والمقتدين بهم.

هذا وستتم هذه المحاولة التي نرجو أن يكتب لها النجاح بالتعاون بين الجميع،من خلال الإهتمام بالمادة التي تلقى في المنبر،وهي ما يعبر عنه بالموضوع،وسيتم ذلك من خلال حلقات متعددة،إن شاء الله تعالى.

والحمد لله رب العالمين