29 مارس,2024

التشجيع على الفضائل

اطبع المقالة اطبع المقالة

 
ينص علماء النفس وعلماء الاجتماع على أن النفس البشرية مجبولة على الحمد والشكر، فالإنسان يحتاج دائماً إلى التحفيز والتشجيع، فالطالب يحتاج من استاذه تشجيعه عندما يقوم بأداء واجباته بصورة حسنة، وتحفيزه للتطور والتقدم.

والزوجة لا تستغني عن كلمات المدح والإطراء من زوجها عندما تهيأ طبخة مميزة، أو قالباً من الحلوى يحفزها على القيام بالمسؤولية العائلية بصورة أكبر وأفضل، وهكذا في سائر الأمور.

ولا تختلف الأمور الروحية والمعنوية عن الأمور المادية، فكما يحتاج الإنسان تحفيزاً وتشجيعاً على فعل الأمور المادية، فهو يحتاج أيضاً تحفيزاً وتشجيعاً على فعل الأمور المعنوية والاستمرار عليها، فمن قام بأداء صلاة الليل مثلاً يحتاج تشجيعاً للاستمرار على ذلك، وهذا الشاب أو تلك الفتاة اللذان ألتزما بحضور المسجد لأداء صلاة الجماعة بحاجة إلى كلمة تجعلهما يستمران على الحضور والمداومة عليها.

ومن يلتـزم بقراءة القرآن الكريم أيضاً لا يستغني عن الكلمات التي تجعله لا يتوقف عن القراءة، بل يستمر عليها، وهكذا.

إلا أن ما يؤسف له أننا نجد انحصار التحفيز والتشجيع على خصوص الأمور المادية، ولا نجده في الأمور المعنوية، بل على العكس نجد تثبيطاً وممانعة في الاستمرار، فلو أن شخصاً وقع بينه وبين بعض رحمه حزازة، أو غضاضة أوجبت قطيعة أو جفوة بينهما، أو أنه أخذ موقفاً سلبياً من أحد أصدقائه، وأراد أن يعالج ذلك بصلته وزيارته، تظهر صور الممانعة وبأساليب مختلفة تحول بينه وبين ما يود الإقدام عليه، وتقدم مبررات لعدم الإقدام على ذلك، كأن يقال: إن ذلك يسقط من قدرك، ويحط من شخصيتك، هكذا.

وكذا لو عزم شخص على التبرع لأحد الجهات الخيرية بمبلغ مالي، كدعم عائلة فقيرة مثلاً، أو تزويج شاب أعزب أو غير ذلك، يجد ممانعة كثيرة ممن حوله، عوضاً عن دعمه وتشجيعه على فعله، ويبرر ذلك بأن هناك جهات معنية بهذه الأعمال كالجمعيات الخيرية، أو وكلاء المرجعيات، وهكذا.

بل حتى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نجد ذلك، فيمانع من يود القيام بذلك بأن هذا لن يعود عليك إلا بالأذى والضرر، وسوف تتعرض لكذا وكذا، ما يجعل الشخص يتراجع ولا يقوم بهذه الفريضة، وهكذا.

والصحيح، أننا كما نحتاج للمحفزات والمشجعات في الأمور المادية، نحتاج ذلك في الأمور المعنوية أيضاً، بل هي أكثر أهمية منها، وأولى منها بالتشجيع، لأنها سبيل نمو المجتمع ورقيه في علاقته مع ربه.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحفز على عمل الخيرات والطاعات، ويدعم الأعمال الصالحة، ويشجع عليها بحق محمد وآله(ع).