18 أبريل,2024

آداب زيارة المريض

اطبع المقالة اطبع المقالة

الحديث الثاني:عن معاوية بن وهب قال:قلت لأبي عبد الله(ع):كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا،وفيما بيننا وبين خلطائنا من الناس؟

قال:فقال(ع):تؤدون الأمانة إليهم،وتقيمون الشهادة لهم وعليهم،وتعودون مرضاهم،وتشهدون جنائزهم.

أقول:يتضمن هذا الحديث الشريف سؤالاً موجهاً للإمام الصادق(ع)يحوي الاستفسار عن منهجية العلاقة التي ينبغي أن تكون بين الشيعة مع بعضهم البعض،وبين الشيعة وبقية الفرق الإسلامية.

فذكر(ع)أربعة من الحقوق التي ينبغي مراعاتها في مثل المقام،وهي تشتمل على واجب ومستحب أيضاً.

أما الواجب منها فعبارة عن أمرين:

1-أداء الأمانة.

2-إقامة الشهادة.

وهما واجبان لدلالة القرآن الكريم والسنة المطهرة عليهما.

وأما المستحبان فهما:

1-عيادة المريض:

وهي محبوبة شرعاً،قد ورد الأمر بها من الله سبحانه،فمن زار مريضاً امتثالاً لأمر الله عز وجل كان له أجر عظيم وثواب جزيل،فهي مستحبة،إلا إذا لم يقم أحد بأمره،فيجب عندها القيام بأمره وجوباً كفائياً،لئلا يموت من الجوع أو العطش.

ثم إن الغاية من عيادة المريض هي تفقد أحواله والقيام بها،لأنه ربما لا يجد من يقوم بها،فعلى إخوانه المؤمنين أداء ذلك.

وعلى الزائر للمريض أن يختار الأوقات المريحة للمريض حينما يريد زيارته،فلا يزوره في أوقات صعبة عليه،وقد حددت الروايات أوقات الزيارة بالصباح والمساء.

هذا ويمكن القول أن هذا التحديد يخضع للعرف الموجود في كل بلد،فربما تكون الزيارة الصباحية مثلاً في بعض البلدان ذات حرج شديد على المريض،فينبغي عدم القيام بها.

هذا وينبغي لعائد المريض أن يحمل بيده شيئاً،هدية مثلاً تعبيراً عن عمق المواساة له،كما يستحب حين الدخول عليه أن يسأله عن صحته،وما آل إليه أمره،ويشعره بالاهتمام به،ويتمنى له الشفاء العاجل،كما ينبغي له أن يضع يده على المريض،ولعل الغاية من ذلك هي إشعار المريض بأن مرضه ليس خطيراً،ولا مخيفاً.

ويستحب للزائر أن يخفف الجلوس عنده،وعدم الإطالة في البقاء والمكث لديه،نعم لو كان المريض يرغب في إطالة الجلوس لكونه يستأنس بالزائر ويرتاح لرؤيته وحديثه كان من المستحب له أن يطيل الجلوس عنده.

ويستحب لعائد المريض أيضاً أن يلتمس من المريض الدعاء،لأنه قريب من الله سبحانه وتعالى،حيث أن مرضه يصفي نفسه،ويعيده إلى خالقه بروحانية الطهر الملائكي،والتوجه السماوي،فتكون كلماته خارجة من قلب قريب من الله تعالى ومتصل به،وقد ورد في النصوص أن دعوته مستجابة.

كما يستحب لزائره أن يقوم بقضاء حاجته،لأن ذلك من أظهر مصاديق الإعانة على التقوى،ومن أفضل أعمال البر والإحسان إلى الناس.

وإن كان في قضاء حاجة الناس ثواباً عظيما،فإن في قضاء حاجة المريض ثواباً أعظم من ذلك.

2-شهود الجنائز،وهو مستحب،لكنه قد يكون واجباً وجوباً كفائياً إذا لم يوجد العدد الذي يقوم بذلك.