- موقع سماحة العلامة الشيخ محمد العبيدان القطيفي - https://www.alobaidan.org -

فوات محل التدارك

فوات محل التدارك

 

إذا ترك المصلي جزءاً من أجزاء الصلاة نسياناً، سواء كان المتروك ركناً من أركان الصلاة، أم كان المتروك واجباً من واجباتها، فهنا صورتان:

الأولى: أن لا يتمكن المصلي من تدارك ذلك الجزء المنسي، ونقصد بالتدارك أن يتمكن من الاتيان به، وذلك بسبب فوات موضع التدارك، وسوف يتضح بعد قليل.

الثانية: أن يتمكن المصلي من تدارك الجزء المنسي، لأنه لم يفت محل تداركه.

 

فوات محل التدارك:

ويفوت محل التدارك بحيث لا يمكن للمصلي الرجوع للإتيان بالجزء المنسي بحصول أحد أمور ثلاثة:

الأول: أن يدخل المصلي في الركن اللاحق، فلو نسي المصلي قراءة الفاتحة أو قراءة السورة أو بعضاً منهما، أو أخل بالترتيب بينهما، فقدم قراءة السورة على قراءة الفاتحة، وكذا لو كان المنسي سجدة أو كان المنسي هو التشهد الأول، والتفت إلى ذلك بعدما دخل في الركوع سواء بعد الاتيان بالذكر الواجب أم قبل ذلك، فإنه لا يمكنه الرجوع للإتيان بما نسيه، بل عليه إكمال صلاته.

الثاني: فوات محل الفعل المنسي، كمن نسي ذكر الركوع أو ذكر السجود، أو نسي الطمأنينة في الركوع أو السجود، أو نسي وضع بعض المساجد الستة غير الجبهة في محله، ولم يلتفت إلى ذلك إلا بعد رفعه من الركوع أو السجود، فإنه لا يمكنه التدارك لأن ذلك يوجب بطلان الصلاة بزيادة ركن أو واجب عمداً، وهو مبطل للصلاة.

 

أما لو لم يفت محل العمل، كما لو نسي القيام أثناء القراءة، أو نسي ذلك أثناء التسبيحات الأربع، وتذكر ذلك قبل الركوع، وبعد الانتهاء من القراءة جالساً مثلاً، لزمه التدارك بإعادة القراءة قائماً، ثم يأتي بالركوع على الأحوط وجوباً عند السيد السيستاني(دامت بركاته).

الثالث: الخروج من الصلاة، كما لو نسي المصلي التشهد الثاني ولم يتذكر ذلك إلا بعدما أتى بالسلام المخرج من الصلاة، ولا يجري هذا لو كان المنسي هو السجدتان الأخيرتان، لأنه لم يفت محل التدارك بالسلام المخرج من الصلاة، فعليه أن يرجع ويأتي بهما، ثم يأتي بالتشهد والسلام، شرط أن لا يكون قد فعل منافياً من منافيات الصلاة، وإلا بطلت صلاته.

 

تنبيه:

يلزم في بعض موارد فوات بعض الواجبات قضاؤها بعد الصلاة، كما يلزم في بعضه الاتيان بسجدتي السهو، ولم نتعرض لذلك لأن لكل واحد منهما بحثاً مستقلاً، يطلب من محله.

كما أن اللازم من فوات الركن والدخول في الركن اللاحق البناء على بطلان الصلاة لما ذكروه في بحث الخلل من عدم الفرق بين ترك الركن عمداً أو نسياناً.