- موقع سماحة العلامة الشيخ محمد العبيدان القطيفي - https://www.alobaidan.org -

لبس السواد في الصلاة

 

لبس السواد في الصلاة

 

نص الفقهاء(رض) في رسائلهم العملية على أمور يكره لبسها أثناء الصلاة، ومن الأمور التي اشتهرت بينهم كراهة الصلاة في الثياب السود، ولم يفرقوا في كراهة الصلاة في الملابس السوداء بين كون المصلي رجلاً أو امرأة. نعم قد استثنوا مما يلبسه المصلي أموراً مثل: العمامة، والكساء، ومنها العباءة، فلا كراهة في الصلاة فيها ولو كانت سوداء.

 

والظاهر أن المقصود من الكراهة في المقام، بمعنى قلة الثوب، فتكون الصلاة في الثياب السوداء أقل ثواب من الصلاة في غيرها مما ليس مكروهاً.

وخالف في ذلك جملة من الفقهاء، كالسيد السيستاني(دامت أيام بركاته)، فلم يلتـزموا بالكراهة المذكورة، فكما يمكن للمصلي الصلاة في الثياب البيضاء، يمكنه الصلاة أيضاً في الثياب السوداء من دون فرق بينهما.

 

لبس السواد لإحياء الشعائر:

ووفقاً للقول الثاني بعدم كراهة الصلاة في الثياب السوداء، لن يحتاج الأمر إلى حصول استثناء من الحكم المذكور، إذا كان الغرض من لبس المصلي للثوب الأسود هو إحياء مصائب آل محمد(ع)، لما هو المعروف في التاريخ من أن لبس السواد كان حداداً على قتلهم(ع).

 

وهذا بخلاف ما عليه مشهور الفقهاء القائلين بالكراهة، فقد عمدوا إلى استثناء ذلك، فقالوا بعدم الكراهة في الصلاة في اللباس الأسود إذا كان غرض لبسه هو إحياء شعائر آل بيت العصمة والطهارة(ع).