- موقع سماحة العلامة الشيخ محمد العبيدان القطيفي - https://www.alobaidan.org -

مجهول المالك

مجهول المالك

 

من التعبيرات التي يقف عليها المتابع لكلمات الفقهاء، التعبير عن بعض الأموال بأنها أموال مجهولة المالك، فيقال: هذا مال مجهول المالك.

معنى مجهول المالك:

يطلق مفهوم مجهول المالك، ويقصد منه أحد أمور:

 

الأول: المال الذي يكون مملوكاً لشخص ما، إلا أنه ليس معروفاً.

الثاني: المال الذي يكون مملوكاً لشخص معروف، إلا أنه لا يمكن الوصول إليه.

الثالث: المال الذي لم يسبق لأحد أن ملكه ووضع يده عليه، وإنما هو مملوك لبعض الجهات التي يلتـزم بعض الفقهاء بعدم ملكيتها.

 

حكمه:

يجب الفحص عن مالك المال المجهول مالكه حتى يحصل اليأس من الوصول إليه، ويجب السعي إلى إيصاله إلى صاحبه حتى يحصل له الاطمئنان بتعذر ذلك.

وعند اليأس من الوصول إليه، يجب على من في يده المال مجهول المالك، أن يتصدق به على الفقراء، والأحوط وجوباً أن يكون ذلك بإذن من الحاكم الشرعي.

 

أجرة الفحص:

لو احتاج الفحص عن المالك إلى أجرة كما لو احتاج إلى إعلان في التلفزيون، أو إعلان في الجرائد، أو غير ذلك من الوسائل الإعلامية مثلاً، فهنا صورتان:

الأولى: أن يكون الاستيلاء على مجهول المالك مستنداً إلى أسباب غير شرعية، كما لو غصب شخص مال آخر، أو سرقه، وندم بعد ذلك، ولكنه لا يقدر على إيصاله إلى مالكه، واحتاج الوصول إليه إلى فحص وتوقف تحقق الفحص على بذل المال، فيكون بذل المال في هذه الصورة على الغاصب أو السارق.

 

الثانية: أن يكون  الاستيلاء على المال مستنداً إلى وجه شرعي، كأخذ المال من السارق، أو أخذه من الصبي الذي  لا يعرف له ولي أو كان المال مشرفاً على التلف، فاستنقذه الآخذ، وغير ذلك من الموارد التي يكون أخذ المال فيها لغرض حفظه لمالكه وإيصاله إليه، وفي هذه الصورة يكون بذل مال الفحص على صاحب المال، أو من يقوم مقامه كالحاكم الشرعي حسبة، بحيث يصرف من في يده المال مجهول المالك المال للفحص، ومن ثمّ يستوفي ذلك من المالك حين الوصول إليه، فيأخذ ما صرفه منه، وإن لم يصل إليه، أخذ ما صرفه من المال الذي في يده بإذن من الحاكم الشرعي على الأحوط وجوباً.