- موقع سماحة العلامة الشيخ محمد العبيدان القطيفي - https://www.alobaidan.org -

ذكورية الشريعة(1)

ذكورية الشريعة(1)

من الأمور التي وجهت للشريعة الإسلامية السمحاء، اتهامها بنزعتها الذكورية، وأنها قد حابت الذكر وفضلته على الأنثى، وقدمته عليها في موارد متعددة، ويظهر ذلك من خلال مفاصل عديدة في الشريعة الإسلامية، سواء في مجال الحقوق والأحكام، مثل إعطاء الرجل حق القيمومة على المرأة، وجعل نصيبها نصف نصيب الرجل في الميراث، وأن الطلاق بيده دونها، وهو الذي يملك حق الانتخاب للزوجة التي يرغب الزواج منها دون المرأة، فليس لها الحق في تحديد الزوج الذي ترغب في الاقتران به ابتداء، وإنما تنتظر من يقصدها لترتبط به، حتى في مسألة الديات بعد موت كليهما لم يتساويا، بل بقي الرجل مفضلاً عليها. فضلاً عن النصوص العديدة الواردة في مصادر المسلمين، والتي تذم المرأة ذماً شديداً وبألسنة مختلفة وتعتبرها مصدر الشرّ، وأنها أساس كل خطيئة، وهي سبب خروج آدم(ع) من الجنة.

بل حتى في التربية والتأديب، نجد هذه النـزعة موجودة، فإن النصوص التي حثت على التربية والتأديب والعناية، جعل موضوعها الذكر، وليس الأنثى، فقد جاء عن رسول الله(ص) أنه قال: دع ابنك يلعب لسبع، وأدبه لسبع، واصطحبه لسبع.

ومن الواضح جداً أنه هذا لا ينسجم مع الأنثى، لأنها تبلغ في التاسعة، وهذا يمنع من ضربها. وحتى في مسألة تعليم الصلاة، وأنه يعلّم الصلاة لسبع ويضرب عليها لعشر، فإن اللسان لسان ذكوري، لأن الفتاة تبلغ بإكمال التاسعة، وهذا مانع من ضربها.

وبالجملة، مثلت هذه الأمور وأشياء أخرى يطول المقام بذكرها الأطروحة التي سمعت، والتي تسم الدين بأنه ذكوري الرؤية والنـزعة.

والوقوف على تمامية الدعوى المذكورة يستدعي تسليط الضوء على أهم هذه المفردات التي جعلت مصدراً وفقاً للرؤية المذكورة تباعاً رغبة في الوصول إلى الحقيقة والمعرفة.

وتقوم الأطروحة المذكورة على دعوى وجود نصوص دينية ميزت الرجل على المرأة، وفضلته عليها حتى في الجوانب الدينية.

ويمكن تصنيف النصوص المدعى دلالتها على ذلك إلى صنفين:

الأول: الآيات القرآنية التي تمسك بها أصحاب هذه الدعوى، وهي مجموعة من الآيات القرآنية، مثل آية القوامة، وآية تعدد الزوجات، وآية الميراث مثلاً.

الثاني: النصوص الروائية الواردة عن النبي الأكرم محمد، وأهل بيته(ع).

ولا بأس قبل ذلك من الإشارة وبصورة موجزة إلى تأريخ الشبهة المذكورة.

شبهة الخطاب الذكوري في الشريعة:

حتى يمكن علاج الشبهة المذكورة نحتاج في البداية تحديد المقصود من ذكورية الشريعة:

إن المستفاد من كلمات أصحاب هذه الشبهة أنها تعني وجود نزعة ذكورية تسلطية في الخطاب الديني فيحتكره الرجال وحدهم حتى في أخص خصوصيات المرأة، ومتى وجد حديث عنها فهو إما تحذير من فتنتها، أو شرورها.

والمفروض أن الخطاب الديني موجه للذكر والأنثى على حد سواء، مع أننا نجد غلبة الصبغة الذكورية.

وقد يجد الباحث حول هذه القضية إشارة إليها في كلمات علماء الاجتماع، حيث حاولوا أن يبحثوا عن مشكلة ذكورية المجتمعات منذ نشأة الخليقة على وجه الأرض، وقد أشار إلى ذلك العالم سيجمون فرويد في كتابه الطموطمة والتابو، وقد ذكر في مقاله الرابع العودة الطفولية للطموطمية أسبقية النظام الذكوري، وحاصل كلامه: أن الحضارة بما فيها الدين هي من صنع الرجل.

وحتى المسيحية التي جعلت الإله هو الرب، نجد أن المجتمع حدد ذلك الإله المسيطر هو الأب، وهو يشير إلى هيمنة فكرة الذكر.

ولم يختلف العرب عن هذه المنظومة الاجتماعية فصاروا يغلبوا عنصر الذكر في مخاطبتهم كما أشار إلى ذلك سيبويه، وعلل ذلك بأن المذكر أول وهو أشدّ تمكناً.

ومن خلال هذا العرض الموجز يتضح عدم اختصاص الشبهة المذكورة بالمجتمع الديني، وأنها موجودة في المجتمعات غير الدينية أيضاً، وقد نشأت تحت تأثير الحس الجمعي المتأثر بعامل الفكر الاجتماعي، نعم يعتبر الخطاب الديني هو أحد الخطابات التي أريد لها محاكاة أمة معينة بألفاظها وجاء على وفق ضوابط معينة.

ولقائل أن يقول: سلمنا أن الشبهة المذكورة ذات منشأ اجتماعي، وأنها لا تختص بالخطاب الديني، وأنها عامة، لكن هذا لا ينفي وجود بعض الأحكام الدينية التي ميز فيها الرجل على المرأة، كالمرجعية والقضاء والنبوة، ومنها القوامة التي هي محل البحث.

وهذا ما نود ملاحظته والحديث عنه، وهل فعلاً أن الخطابات الدينية، تشتمل على ما يشير لهذا المعنى، من وجود هيمنة الذكر، ومزيد العناية به على حساب الأنثى، أم أن ذلك لا يعدو كونه مجرد دعوى يقررها أصحاب الأطروحة المذكورة.

المرأة في النص الديني:

لقد تضمنت النصوص الدينية سواء الآيات القرآنية المباركة، أم النصوص الشريفة الصادرة عن النبي الأكرم محمد وآله الطاهرين(ع) ذكراً للمرأة وشأنها، وقد عرفت تمسك أصحاب رؤية ذكورية الشريعة بجملة من تلك النصوص المذكورة، نشير لبعضها.

الآيات القرآنية:

منها: آية القوامة، وهي قوله تعالى:- (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا)[1] [1].

ومنها: آية تعدد الزوجات، وهي قوله تعالى:- (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)[2] [2].

ومنها: آية الميراث، قال تعالى:- (للذكر مثل حظ الأنثيـين)[3] [3].

النصوص الذامة للمرأة:

اشتملت مصادر المسلمين على مجموعة من النصوص ذامة للمرأة وبألسنة مختلفة، نشير إليها، وهي على طوائف، وقد جمعها المؤلفان: مهدي مهريزي، ورسول جعفريان في موسوعتهما: موسوعة المرأة في الأخبار والآثار.

ولابد من الالتفات إلى أن النصوص المذكورة لم ترد في مصادر المسلمين جميعاً، بل إن بعضها قد ورد في مصادر الجمهور فقط، ولم يرد في مصادرنا، نعم هناك بعض النصوص قد وردت في مصادر الفريقين، وإن اختلف اللسان في الجملة، وإن كان المؤدى واحداً.

وعلى أي حال، وجود بعض النصوص في مصادر بعض المسلمين دون البعض، وإن كان يخفف من وطأة الدعوى، إذ يمكن لبعض المذاهب الإسلامية التنصل ولو في الجملة من التهمة الموجهة، لكن ذلك لا يوجب رفع اليد عنها بالكلية، بل يستوجب الوقوف عندها، والعمد إلى النظر فيها، قبولاً أو علاجاً.

الطائفة الأولى: ما تضمنت أخذ الحذر من المرأة:

منها: ما جاء عن المسيح عيسى بن مريم(ع): إني بطحت لكم الدنيا وجلستم على ظهرها، فلا ينازعكم فيها إلا الملوك والنساء، فأما الملوك فلا تنازعوهم الدنيا فإنهم لم يعرضوا لكم ما تركتم دنياهم، وأما النساء فاتقوهن بالصوم والصلاة[4] [4].

ودلالة الخبر على التحذير من النساء جلية واضحة، لأنه لم يقتصر على بيان منازعة النساء الرجال في أمر الدنيا، بل عرض(ع) العلاج لذلك ليتخلص من منازعتهم باللجوء للصوم والصلاة.

ومنها: ما جاء عن النبي الأكرم محمد(ص)، أنه قال: استعيذوا بالله من شرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر[5] [5].

ودلالة النبوي على ذم النساء جلي واضح، فقد أمر(ص) بالحذر من خيارهن، وهن النساء الصالحات، فما بالك بشرارهن.

وقريب منه روي عن أمير المؤمنين(ع)، مع إضافة، فقد ورد عنه(ع) أنه قال: واتقوا شرار النساء، وكونوا من خيارهن على حذر، إن أمرنكم بالمعروف خالفوهن حتى لا يطمعن في المنكر[6] [6].

وكما ورد في الكافي مرسلاً عن أبي عبد الله الصادق(ع)، قريب منه[7] [7].

الطائفة الثانية: ما تضمنت ذم اجتماع النساء إلا عند ميت:

منها: ما عن خولة بنت اليمان، قالت: سمعت رسول الله(ص) يقول: لا خير في جماعة النساء إلا عند ميت، فإنهن إذا اجتمعن قلن وقلن[8] [8].

ولم يرد مثل هذا اللسان في نصوص الخاصة، بل انحصر مصدره في كتب علماء الجهور فقط.

الطائفة الثالثة: ما تضمنت أنهن أكثر أهل النار:

منها: ما رواه أبو بصير، قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: خطب رسول الله(ص) النساء، فقال: يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن ولو بتمرة ولو بشق تمرة، فإن أكثركن حطب جهنم[9] [9].

ومنها: ما رواه جابر الجعفي، عن أبي جعفر الباقر(ع) أنه قال: خرج رسول الله(ص) يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل عاري الجسم فمر بالنساء، فوقف عليهن، ثم قال: يا معشر النساء، تصدقن، وأطعن أزواجكن، فإن أكثركن في النار، فلما سمعن ذلك بكين، ثم قامت إليه امرأة منهن فقالت: يا رسول الله، في النار مع الكفار، والله ما نحن بكفار فنكون من أهل النار، فقال لها رسول الله(ص): إنكن كافرات بحق أزواجكن[10] [10].

ومنها: ما عن ابن عباس، قال: قال رسول الله(ص): اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء[11] [11].

وقد جاءت بعض النصوص بنفس المضمون وإن اختلف لسانها، فقد روي أنه (ص) قال: أقل ساكني الجنة النساء[12] [12].

الطائفة الرابعة: ما تضمنت أنهن سبب المعصية:

منها: ما في الكافي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله(ع)، قال: قال رسول الله(ص): إن أول ما عصي الله به ست: حب الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النوم، وحب الراحة، وحب النساء[13] [13].

ومثله في الدلالة، ما روي عن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: لولا النساء لعبد الله حقاً حقاً[14] [14].

الطائفة الخامسة: ما تضمنت أن الحديث معهن يميت القلب:

منها: ما عن المحاربي، عن أبي عبد الله(ع) عن آبائه(ع)، قال: قال رسول الله(ص): أربع يمتن القلب: الذنب على الذنب، وكثرة مناقشة النساء، يعني محادثـتهن، ومماراة الأحمق، تقول ويقول، ولا يرجع إلى خير أبداً، ومجالسة الموتى، فقيل له: يا رسول الله، وما الموتى؟ قال: كل غني مترف[15] [15].

ومنها: ما رواه المفيد بإسناده، قال: قال رسول الله(ص): أربعة مفسدة للقلب: الخلوة بالنساء، والاستمتاع منهن، والأخذ برأيهن، ومجالسة الموتى. فقيل: يا رسول الله، ما مجالسة الموتى؟ قال: مجالسة كل ضال عن الإيمان، وجائر عن الأحكام[16] [16].

ومنها: ما ورد عن أمير المؤمنين(ع) في خطبة له، أنه قال: إياكم ومجالسة اللهو، فإن اللهو ينسي القرآن، ويحضره الشيطان، ويدعو إلى كل غي، ومحادثة النساء تزيغ القلوب[17] [17].

الطائفة السادسة: ما تضمنت أنهن حبائل الشيطان:

منها: ما روي عن عيسى بن مريم(ع)، أنه قال: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والنساء حبائل الشيطان، والخمر داعية الشر[18] [18].

ومنها: ما جاء عن النبي الأكرم محمد(ص) أنه قال: أوثق سلاح إبليس النساء[19] [19].

ومنها: ما جاء في تحف العقول، عن الصادق(ع) أنه قال: ليس لأبليس جند أشد من النساء والغضب.

الطائفة السابعة: ما تضمنت وصفهن بالفساق:

منها: ما جاء عن النبي الأكرم محمد(ص) أنه قال: إن الفساق هم أهل النار؟ قالوا: يا رسول الله، ومن الفساق؟ قال: النساء.

الطائفة الثامنة: ما تضمنت عدم كمال النساء:

منها: ما ورد عن النبي(ص) أنه قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسيا بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد.

وهو صريح في تفضيل الرجال على النساء، لأنه قد نص على كثرة كمال العديد من الرجال، وحصر من كمل من النساء في خصوص الأربع، ما يكشف عن عدم قابلية النساء للكمال، ولا أقل من ضعف الاستعداد عندهن لبلوغ ذلك، وأنه لا يتسنى لكل واحدة منهن أن تبلغ ذلك بخلاف الرجال، فإن الأصل وجود القابلية في كل رجل، وأنه يمكنهن الوصول إلى ذلك.

الطائفة التاسعة: ما تضمنت أنهن فتنة:

منها: ما جاء عن النبي الأكرم محمد(ص) أنه قال: أخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء.

ومنها: ما جاء عنه(ص) أنه قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء[20] [20].

الطائفة العاشرة: ما تضمنت أن المرأة شر:

منها: ما جاء عن رسول الله(ص) أنه قال: النساء شر كلهن، وشر ما فيهن أن لا استغناء عنهن[21] [21].

ومنها: ما جاء عن أمير المؤمنين(ع) أنه قال: المرأة شر كلها، وشر ما فيها أنه لابد منها[22] [22].

الطائفة الحادية عشر: ما تضمنت الشؤم في النساء:

منها: ما رواه خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله(ع) قال: تذاكرنا الشؤم عنده، فقال: الشؤم في ثلاثة: المرأة والدابة والدار، فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها، وأما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها، وأما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها[23] [23].

ومنها: ما رواه عنبسة عن أبي عبد الله(ع) قال: في كتاب علي(ع) الذي أملى رسول الله(ص): إن كان الشؤم في شيء ففي النساء[24] [24].

الطائفة الثانية عشر: ما تضمنت أن المرأة متاع:

منها: ما جاء عن رسول الله(ص) أنه قال: الدنيا متاع، وأفضل متاعها الزوجة الصالحة[25] [25]. وقريب منه قد روي عن الإمام الكاظم(ع)[26] [26].

الطائفة الثالثة عشر: ما تضمنت سفاهة النساء:

منها: ما رواه السكوني عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي(ع)، قال: المرأة لا يوصى إليها، لأن الله عز وجل يقول:- (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)[27] [27].

الطائفة الرابعة عشر: ما تضمنت تمثل الدنيا بصورة امرأة:

منها: في نهج الكيدري عند شرح قول أمير المؤمنين(ع) لهمام في وصف المتقين: أرادتهم الدنيا ولم يريدوها، قال: من مكاشفات أمير المؤمنين(ع) ما رواه الصادق عن آبائه(ع) أنه قال: إذا أنا بامرأة….فشبهتها ببثينة بنت عامر الجمحي، وكانت من أجمل نساء قريش، فقالت لي: يا ابن أبي طالب، هل لك أن تزوجني…فقلت لها: من أنت حتى أخطبك من أهلك؟ فقالت: أنا الدنيا، فقلت لها: ارجعي فاطلبي زوجاً غيري، فلست من شأني[28] [28].

الطائفة الخامسة عشر: ما تضمنت ضعف رأي النساء، فلا يشاورن:

منها: ما جاء عن الإمام أبي عبد الله الصادق(ع) عن أبيه، عن رسول الله(ص) أنه قال: شاوروا النساء وخالفوهن فإن خلافهن بركة[29] [29]. ودلالة الخبر على ذم النساء لا تحتاج بياناً، فإنه لم يقتصر على مخالفة النساء في المشورة بعد القيام بمشورتهن، بل جعل في مخالفة مشورتهن البركة.

ومنها: ما جاء عن أمير المؤمنين(ع) في رسالته إلى الإمام الحسن(ع) أنه قال: إياك ومشاورة النساء، فإن رأيهن إلى الأفن، وعزمهن إلى الوهن[30] [30].

ومنها: ما روي عن الإمام أبي جعفر(ع) أنه قال: لا تشاورهن في النجوى، ولا تطيعوهن في ذي قرابة، إن المرأة إذا كبرت ذهب شطريها، وبقي شرهما: ذهب جمالها، وعقم رحمها، واحتد لسانها، وإن الرجل إذا كبر ذهب شر شطريه، وبقي خيرهما: ثبت عقله، واستحكم رأيه، وقل جهله[31] [31].

الطائفة السادسة عشر: ما تضمنت نقصان عقلهن:

منها: ما جاء في كتاب الكافي، عن الإمام أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: قال رسول الله(ص): ما رأيت من ضعيفات الدين وناقصات العقول أسلب لذي لب منكن. وقد تضمن الخبر ذمهن بصفتين فيهن، وهما: نقصان الدين، ونقصان العقل، ومن الواضح أن وجود هاتين الصفتين في شخص موجب لذمه.

الطائفة السابعة عشر: ما تضمنت أن المرأة لا تستودع سراً:

منها: ما جاء عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) أنه قال: ثلاث لا يستودعن سراً: المرأة والنمام والأحمق.

الطائفة الثامنة عشر: ما تضمنت افتقار النساء للوفاء:

الطائفة التاسعة عشر: ما تضمنت أن المرأة عقرب:

منها: ما جاء عن أمير المؤمنين علي(ع) أنه قال: المرأة عقرب حلوة اللبسة[32] [32]. واللبسة يعني المعاشرة، فيكون معنى الكلمة، أنها مع كونها حلوة المعاشرة، إلا أنها مؤذية. نعم جاء في كلمة أخرى عوضاً عن كلمة: اللبسة، اللسبة، وهي بمعنى اللسع واللدغ، وهذا يوحي بوجود اختلاف النسخ، إذ من المستبعد صدور العبارتين منه(ع)، سيما مع اتحادهما في اللفظ، وتقارب المقصود من خلال الكلمتين، ولعل العبارة الثانية أقرب للصدور من الأولى، لانسجامها في مقام الذم.

الطائفة العشرون: ما تضمنت أن من علامات آخر الزمان، فساد النساء:

منها: ما رواه حمران، قال: قال أبو عبد الله(ع): رأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق، رأيت الشر ظاهراً لا ينهى عنه، ويعذر أصحابه، ورأيت الفسق قد ظهر، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، ورأيت المؤمن صامتاً لا يقبل قوله، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه، وفريته….ورأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة، ورأيت النساء يتزوجن النساء….ورأيت الرجال يتسمنون للرجال، والنساء للنساء، ورأيت الرجل معيشته من دبره، ومعيشة المرأة من فرجها، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال. ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر، وأظهروا الخضاب، وامتشطوا كما تمشط المرأة لزوجها، وعطوا الرجال الأموال على فروجهم…وكان الزنى تمتدح به النساء، ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن. ورأيت ذوات الأرحام ينكحن، ويكتفى بهن…..ورأيت الرجل يعير على اتيان النساء، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور، ورأيت المرأة تقهر زوجها، وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها، ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته….ورأيت النساء يبذلن أنفسهم لأهل الكفر، ورأيت الملاهي قد ظهرت يملأ بها لا يمنعها أحد أحداً….ورأيت النساء قد غلبن على الملك، وغلبن على كل أمر، لا يؤتى إلا ما لهن فيه هى…فكن على حذر، واطلب من الله عز وجل النجاة[33] [33].

الطائفة الواحد والعشرين: ما تضمنت أن النساء ممسوخات:

منها: ما جاء في علل الشرائع، بسنده عن الإمام أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: المسوخ ثلاثة عشر: الفيل، والدب والأرنب، والعقرب، والضب، والعنكبوت والدعموص، والجري، والوطواط، والقرد، والخنزير، والزهرة، وسهيل.

قيل: يا ابن رسول الله(ص)، ما كان سبب مسخ هؤلاء؟ قال(ع)….أما الأرنب فكانت امرأة قذرة لا تغتسل من حيض، ولا غير ذلك…..وأما العنكبوت، فكانت امرأة سحرت زوجها…..وأما الزهرة فإنها كانت امرأة تسمى ناهيد، وهي التي تقول للناس: إنه افتتن بها هاروت وماروت[34] [34].

ومنها: ما رواه سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا(ع) أنه قال: الطاووس مسخ، كان رجلاً جميلاً، فكابر امرأة رجل مؤمن تحبه، فوقع بها، ثم راسلته بعدُ، فمسخهما الله عز وجل طاووسين أنثى وذكراً، فلا تأكل لحمه ولا بيضه[35] [35].

ومنها: ما جاء في العلل بسنده، عن الرضا(ع)، أنه قال: كان الخفاش امرأة سحرت ضرة لها، فمسخها الله عز وجل خفاشاً[36] [36].

الطائفة الثانية والعشرين: ما تضمنت أن أكثر اتباع الدجال من النساء:

منها: ما جاء في كتاب كمال الدين، عن ابن عمر، أنه قال: إن رسول الله(ص) صلى بأصحابه ذات يوم الفجر، ثم قال لأصحابه: ما بعث الله نبياً إلا وقد أنذر قومه الدجال، وإن الله عز وجل قد أخره إلى يومكم هذا-إلى أن قال-أكثر أتباعه اليهود والنساء[37] [37].

 

 

 

 

[1] [38]

[2] [39]

[3] [40]

[4] [41] تنبيه الخواطر ج 1 ص 129.

[5] [42] ربيع الأبرار ج 4 ص 279.

[6] [43] مستدرك الوسائل ج 14 ح 16657 ص 262.

[7] [44] الكافي ج 5 ح 12 ص 518.

[8] [45] المعجم الكبير ج 24 ح 632 ص 246.

[9] [46] وسائل الشيعة ج 20 ح 25351 ص 175.

[10] [47] المصدر السابق ح 25352 ص 175.

[11] [48] سنن الترمذي ج 4 ح 2602 ص 715.

[12] [49] مختصر تاريخ دمشق ج 3 ص 54.

[13] [50] بحار الأنوار ج 69 ح 3 ص 105.

[14] [51] وسائل الشيعة ج 20 ح 24962 ص 35.

[15] [52] الخصال ص 228.

[16] [53] بحار الأنوار ج 100 ح 13 ص 226.

[17] [54] نثر الدر ج 1 ص 317.

[18] [55] ربيع الأبرار ج 4 ص 62.

[19] [56] المصدر السابق ص 286.

[20] [57] مسترك الوسائل ج 14 ح 16792 ص 306.

[21] [58] نثر الدر ج 1 ص 188.

[22] [59] نهج البلاغة حكمة 238.

[23] [60] بحار الأنوار ج 100 ح 2 ص 229.

[24] [61] بصائر الدرجات ح 15 ص 166.

[25] [62] نثر الدر ج 1 ص 171.

[26] [63] مستدرك الوسائل ج 14 ح 16333 ص 149.

[27] [64] وسائل الشيعة ج 19 ح 24801 ص 379.

[28] [65] بحار الأنوار ج 70 ح 47 ص 84.

[29] [66] مستددرك الوسائل ح 14 ص 264.

[30] [67] الكافي ج 5 ح 7 ص 337.

[31] [68] مكارم الأخلاق ج 1 ح 7 ص 494.

[32] [69] مستدرك الوسائل ج 14 ح 16369 ص 158.

[33] [70] بحار الأنوار ج 52 ح 147 ص 254-260.

[34] [71] بحار الأنوار ج 77 ح 1 ص 66.

[35] [72] المصدر السابق ج 62 ح 4 ص 42.

[36] [73] المصدر السابق ح 3 ص 222.

[37] [74] بحار الأنوار ج 52 ح 27 ص 197.