19 أبريل,2024

تأملات في الخطبة الشعبانية(14)- و قلوبٌ طاهرةٌ

اطبع المقالة اطبع المقالة

وقلوب طاهرة(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1)القيد الثاني للتوفيق لما ينبغي أن يسأله الإنسان في هذا الشهر الشريف، هو كون القلب السائل قلباً طاهراً.

ولسنا بصدد الحديث حول حقيقة القلب، وإنما نشير إلى أن بعض المفسرين ذكروا أن المقصود منه في القرآن الكريم هو الروح والعقل.

والتعبير عن القلب بالقلب الطاهر جاء في القرآن الكريم، قال تعالى:- (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم)[1]
وقال سبحانه:- (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقولبهن)[2].

القلب الطاهر:

هذا والمقصود من القلب الطاهر، هو القلب الذي يكون خالياً من كافة أشكال الشرك، والشك والفساد.
ووفقاً لما ذكر في تعريف القلب الطاهر، يمكن القول أن مقصوده(ص) بقوله: بقلوب طاهرة، يعني بقلوب خالية من كافة أشكال الشرك، والشك، والفساد.

عوامل تطهير القلب:

هذا وتوجد عوامل تساعد على تطهير القلب، بل تزيد في طهارته:

التقوى:

وهي من أبرز العوامل المساعدة على طهارة القلب، بل زيادة طهارته على الطهارة الحاصلة له، فعن أمير المؤمنين(ع) أنه قال: طهروا قلوبكم من درن السيئات تضاعف لكم الحسنات، طهروا أنفسكم من دنس الشهوات تدركوا رفيع الدرجات.

وقال(ع) أيضاً: طهورا قلوبكم من الحقد، فإنه داء. وقال(ع): قلوب العباد الطاهرة، مواضع نظر الله، فمن طهر قلبه نظر الله إليه.

وعن الإمام موسى(ع) أنه قال لهشام: يا هشام مكتوب في الإنجيل: طوبى للمتراحمين، أولئك هم المرحومون يوم القيامة، طوبى للمصلحين بين الناس، أولئك هم المقربون يوم القيامة، طوبى للمطهرة قلوبهم، أولئك المتقون يوم القيامة، طوبى للمتواضعين في الدنيا، أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة[3].

[1] سورة المائدة الآية رقم 41.
[2] سورة الأحزاب الآية رقم 53.
[3] بحار الأنوار ج 1 ص 147.