29 مارس,2024

حول أطروحة الحب قبل الزواج

اطبع المقالة اطبع المقالة

س:شاع في الأوساط الشبابية في الآونة الأخيرة أطروحة الحب قبل الزواج،وذلك لأنهم يعتبرون الزواج قبل حب مسبق،زيجة غريـبة،بينما نجد أن العادات والتقاليد تمنع عن مثل هذه العلاقات العاطفية العذرية،التي تبيح للشاب والشابة أن يلتقيا ويتعرفا على بعضهما،ليقررا الارتباط من عدمه،فإن كنت من المؤيدين للحب قبل الزواج،فأجب بدليل يقنع من يرفض ذلك،وإن كنت من المؤيدين للحب بعد الزواج فكيف تقنع الطرف الآخر؟…

ج:ينطلق الإنسان المؤمن في جميع تصرفاته التي تصدر منه من خلال زاوية شرعية تـتوافق والنواميس المقدسة التي يعتقد بها،فكل فعل يرغب المكلف في فعله يعرضه بداية على جادة الشرع الشريف،فإن أمضاه كان فعلاً مقبولاً فساغ له أن يفعله،وإلا أعرض عنه متى رفضه الشرع الشريف.

وهذا يعني أن الإنسان في كافة أعماله وأفعاله وتصرفاته،لا ينطلق من فراغ وعبث،دونما ضوابط وقوانين يسير عليها.

فمتى ثبت لنا أن هناك قوانين سماوية شريفة هي التي تـتحكم في حياة الفرد وتخط له السبل والطرق التي يتحرك فيها،فلابد من إحراز الرضا الشرعي في هذا الموضوع.

نحن حينما نستنطق العقلاء،في البداية ربما نجدهم يؤيدون أن يكون بين الشاب والفتاة حباً عذرياً طاهراً بعد معرفة بينهما،لكي يقررا بعد ذلك قابليتهما للاتصال الشرعي بواسطة الزواج.

لكن هذا المعنى العقلائي لو سلم،لم يرتضه القانون الشرعي،وهو المقنن الحق،ومع رفض القانون الشرعي الذي هو المنهج الذي يسير المكلف في وفقه،فلا يمكننا حينها أن نـتكلم بكلمة مخالفة لهذا القانون لكوننا ملزمين بإتباعه،خصوصاً وقد علمنا من عدة نواحي أهليته وكماله وحسنه وتماميته على كافة القوانين.

على أننا لو تجردنا من كل الملابسات والأهواء الشخصية واستنطقنا العقلاء بما هم عقلاء،لوجدنا أن العقلاء أنفسهم يرفضون إنشاء أي علاقة بين جنسين مختلفين لا تأمن جنبة الملاقاة الحاصلة بينهما،بل نرى العقلاء يلومون كل من هيئ لمثل تلك العلاقة.

وهذا يعني أن العقلاء يتوافقون والقانون الشرعي القاضي بالمنع عن مثل هذه العلاقة السابقة على الرابط الشرعي.

ثم إنه لو سلمنا جدلاً بقبول حصول علاقة بين الشابين،فإننا نسأل مما هو المسوغ لهذه العلاقة،وبأي نحو ستكون،فإنها إن كانت في خصوص الحدود التي أقرها الشارع المقدس،فنحن وأنتم متفقون،وإن كانت أبعد من ذلك،فما هو الوجه في وجودها؟

هل هو وجه شرعي،فالشرع الشريف يرفضها،أو أنه وجه عقلائي،فالعقلاء يرفضونها.

فالنـتيجة أن الصحيح هو أن لا يكون الحب إلا بعد الزواج وهو الذي ندب له الشرع الشريف من خلال موارد عديدة،وهذا الذي عليه العقلاء والله العالم.