28 مارس,2024

اعطاء الهاشمي الصدقة

اطبع المقالة اطبع المقالة

 

اعطاء الهاشمي الصدقة

 

من الأخطاء الشائعة بين الناس حرمة اعطاء الهاشمي وهو المنتسب لهاشم من جهة الأب الصدقة المستحبة، وليس الأمر كذلك، لأن الصدقات على ثلاثة أقسام:

الأول: الصدقة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده بشروط معينة، وهي زكاة الأموال وزكاة الفطرة، ولا يجوز للهاشمي أخذها إلا من هاشمي مثله. نعم لو اضطر إلى أخذها لمنعه من أخذ الخمس مثلاً أو لعدم كفايته له، جاز له أخذها.

ويجب عند العلامة العصفور والسيدين الخميني والخوئي(ره) والشيخ الوحيد والسيد الشيرازي(دام ظلهما) أن يقتصر على حد الضرورة، وأن يقتصر على أخذ نفقة كل يوم يوم، وعلى الأحوط وجوباً عند الشيخ زين الدين(ره) والسيدين السيستاني والحكيم(دامت بركاتهما).

الثاني: الصدقة الواجبة التي لم يفرضها الله تعالى على الإنسان لكنه أوجبها على نفسه مثلاً بسبب من الأسباب كفعل ما يوجب الكفارة أو النذر، وما شابه، ومصاديق هذه الصدقة هي: الكفارات، ورد المظالم، ومجهول المالك، واللقطة، والصدقة الواجبة بنذر، أو بوصية، بدفعها للفقراء، فإنه يجوز دفعها للهاشمي وأخذه لها، وإن كانت من غير الهاشمي، فلو نذر شخص من غير الهاشميين أو أوصى بصرف ثلث ماله صدقة على الفقراء، جاز للهاشمي أخذها. وكذا المال الذي يدفع صدقة عن صاحبه لكونه لقطة يجوز دفعه للهاشمي، ولو لم يكن صاحبه هاشمياً.

الثالث: الصدقة المستحبة، وهي نوعان:

الأول: ما يدفعه الإنسان لغرض دفع البلاء عن نفسه أو عمن حوله كأولاده أو زوجته، أو بقصد شفاء مريضه، أو دفع خطر السفر عن نفسه، أو عياله، أو التي يشتري بها سلامة الشهر بأن يدفعها في مطلع كل شهر، أو غير ذلك.

وهذا النوع لو كان المبلغ المدفوع قليلاً عرفاً من حيث القيمة المالية، كعشرة ريالات مثلاً، بحيث يكون أخذ الهاشمي له يوجب ذلاً وهواناً له، فالأحوط وجوباً عند السيد السيستاني عدم دفعه إليه.

تنبيه:

على السادة الأشراف(أعزهم الله بعزه) الحذر من تناول بعض الصدقات خوفاً من قلتها، ما يوجب لهم ذلاً وهواناً لا يرضاه الشارع المقدس لهم.

الثاني: ما يدفعه الشخص من دون غرض دفع البلاء، كمن يدفع كل يوم جمعة لسلامة ولي النعمة صاحب الزمان(عج)، أو ما يدفع لحفظ مرجع التقليد، أو ما يعتاد دفعه المؤمنون كل ليلة جمعة أو كل يوم جمعة لكونه من مستحباتهما مثلاً، وغير ذلك، ولا إشكال في دفعه للهاشمي وإن كان قليلاً.

وقد ذكر السيد الحكيم(دام ظله) أن الأفضل تنزيه الهاشميين عن الصدقات التي توجب احتقاراً واستهانة لهم.

ولم يفرق السيدان الخوئي والخميني والشيخ زين الدين(ره) والشيخ الوحيد والسيد الشيرازي(دام ظلهما) بين القسمين، فيظهر منهم جواز أخذ الهاشمي للصدقة المستحبة مطلقاً.