29 مارس,2024

القلب السليم

اطبع المقالة اطبع المقالة

 

من المفاهيم التي تضمنتها الأدلة الشرعية مفهوم القلب، وليس المقصود به القلب الصنوبري الذي يقوم بضخ الدم للبدن، بل الظاهر أن المقصود منه العقل والروح.

 

وقد وصف القلب في الأدلة بصفات متعددة:

منها: وصفه بالقسوة، فيقال قلب قاسٍ.

ومنها: وصفه بالمرض، فيقال قلب مريض.

ومنها: وصفه بأنه مغلق ومختوم عليه، فيقال قلب مطبوع، أو مختوم عليه ومقفل.

 

وكما وصف القلب بالصفات المذمومة وصف بالصفات الحميدة فقيل قلب طاهر، وكذا قيل قلب سليم.

ويشير وصف القلب بالسلامة في قولهم قلب سليم، إلى طهارة الروح وخلوها من كافة أشكال الشرك والفساد والشك. فهو صافٍ مملوء بالعطف، لا ينحرف عن الحق، وهذا هو الذي يوصف أنه حرم الله، فقد ورد عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: القلب حرم الله، فلا تسكن حرم الله غير الله.

 

وهذا القلب هو الذي يتمكن من رؤية الحقائق الغيبية، والنظر إلى الملكوت الأعلى. وقد ورد عن النبي الأكرم محمد(ص): لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت. ويعتبر القلب السليم خير رأس مال للنجاة في يوم القيامة.

 

موت القلب:

وتعرض القلب السليم أسباب توجب موته، أشارت لها النصوص:

 

منها: توالي الذنوب بعضها على بعض من دون الفصل بينها بتوبة.

ومنها: محادثة النساء الأجانب، كالحديث بين الرجل والمرأة في عملهما المشترك خارج نطاق العمل، أو الحديث من خلال وسائل التواصل الإجتماعي من دون وجود مسوغ شرعي للحديث بينهما.

 

وأود ألفت النظر إلى حبائل الشيطان التي تنسج وتعقد في هذا المجال، وبحجج وأساليب مختلفة فينبغي الحذر وأشد الحذر منها.

ومنها: مناقشة الحمقى الذين لا يعترفون بمنهج ولا طريقة للبحث العلمي والاستدلال.

ومنها: مجالسة أهل الترف والدنيا.

 

قسوة القلب عقوبة:

ويغفل الكثيرون عن أن مرض القلب واصابته بالقسوة واحدة من العقوبات الروحية التي يعاقب الله تعالى بها عباده المغضوب عليهم فلا تنحصر عقوبته لهم في العقوبة المادية، بل تشمل العقوبات المعنوية مثل عدم الأنس بالعبادة، والنفور منها ومن المستحبات، فإنه من العقوبات الإلهية، وكذا قسوة القلب من العقوبات الإلهية فقد جاء عن الإمام الباقر(ع) أنه قال: إن لله عقوبات في القلوب والأبدان، ضنك في المعيشة، ووهن في العبادة، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب.